برنامج فحص الدلع

أدعو إلى طرح برنامج جديد اقتصادي اجتماعي وصحي ثقافي، وهو أيضاً برنامج وطني تنموي يتلمس ويجمع بين الطموحات والحاجات، مراعياً كل شرائح المجتمع.

لتبسيط الفكرة.. البرنامج المقترح هو مماثل مع اختلاف الغرض لبرامج الفحص المبكر لسرطان الثدي ومرض السكري وغيره من البرامج التي تستهدف تأسيس توعية مستدامة في مخيخ المواطن، لكن يجب أن يكون أكثر عملية من التوقف عند حد التوعية في أضرار الدلع على المدلع ومن دفع ثمن هذا الدلع، فيبحث عن أسبابه وطرق الوقاية والعلاج منه.

والملاحظ أن أول ما ننشغل به في معالجة قضية شائكة «وهي مزهرة للبعض» أننا نبدأ بالتوعية، ثم نستمر فيها إلى أن تصبح برامج التوعية هي الهدف النهائي المستدام لتقوم عليها ماكينة تحرسها، سواء حققت وصولاً وتأثيراً في وعي المستهدف أم لا، لذا يجب التفكير في عملية لسبر أغوار الدلع وعلاجه.

صحيح أن الفكرة حضرت متأخرة، أوقدتها -بالمناسبة- شرارة «كفاية دلع»، ولكن لا ننسى أن الحاجة هي أم الاختراع، وعلى قولة المتفائلين: «أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً»، حتى لو شطب المدير على دفتر التوقيع بالقلم الأحمر، وهذا البرنامج الذي أقترحه ينقسم إلى أقسام عدة «فكر، منظومة ودلع»، وعلى عكس ما يبدو للوهلة الأولى من تناقض بين منظومة الفكر والدلع فهي في واقع الأمر مترابطة بعضها ببعض كالجسد الواحد.

لا ينشأ الدلع إلا من فكر، ويحتاج أيضاً إلى منظومة مستدامة تكفل دورته الحيوية. وهناك أيضاً دلع مبكر ودلع متأخر، ولست أشك في أن ورش العصف الذهني التي ستناقش الفكرة ستجد توصيفاً دقيقاً لكل نوع أو مرحلة من مراحل الدلع، ويمكن الاستعانة ببيوت الاستشارات العالمية المنتشرة -ولله الحمد- في بلدنا المعطاء؛ لأن لديها خبرة «متكوِّمة» في هذا الشأن.

وحتى لا نقع في إشكالات بسبب طريقتنا في وضع العربة أمام الحصان فننشغل في البحث عن شجرة نسب الحصان قبل التأكد من لياقته في سباق القدرات الذي نعيشه وصلاحية العربة ولا نستشف مفاجأة محتملة عند خط النهاية. من المهم هنا التفريق بين الدلع والتدليع، فالأول أصيل والثاني مستحدث وقد يجتمعان، والدلع فيه من الطمع الشيء الكثير، أما التدليع فهو الطمع كله بشحمه ولحمه.

إن الاستجابة لهذه الفكرة ستحقق الكثير، ليس في التنفيس فقط، بل في بث روح التفاؤل والأمل بغد واعد، فمن عجائب اللغة العربية أن «دلع» تتكون من حروف «عدل» نفسها!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على برنامج فحص الدلع

  1. التنبيهات: الكاتب عبدالعزيز السويد يقترح برنامج “فحص الدلع” ويشرحه | Saudi Mention

التعليقات مغلقة.