التحول المناخي

جاء اليوم الذي نرى فيه سنام البعير مكسواً بالثلوج، والنخلة الجميلة صامدة أمام عاصفة ثلجية، يحدث هذا في البلد المصنف بأنه حار وجاف وقليل الأمطار. فسبحان الله تعالى وله الحمد والشكر.

موجة تساقط الثلوج على شمال المملكة حال مناخية لافتة، وخلال السنوات القليلة الماضية تعرضنا لحالات مناخية متنوعة مختلفة، أبرزها السيول الفجائية، حتى أن الأجهزة الحكومية تتعذر عند حصول كوارث في المدن بأن منسوب الأمطار كان مرتفعاً على غير العادة، وانهمرت في وقت قصير، ومنها موجات الغبار الكثيفة، وارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير.

أيضاً ملاحظ أنه خلال ذروة فصل الشتاء أيام تتجاوز فيها درجة الحرارة الدفء إلى الارتفاع، كل هذا يشير إلى تغير مناخي، وقبل أسابيع عقدت قمة مناخية عالمية في فرنسا، ولا أتذكر حضوراً لنا فيها، أقله في الأخبار العامة، ودول العالم، وخصوصاً المتقدمة، مهتمة بهذا الشأن منذ زمن.

السؤال، ماذا أعددنا لهذا التحول المناخي؟ والبنية التحتية أو الأساسية في المدن المكتظة بالسكان لدينا هشة ضعيفة كما يعلم الجميع، إذ فشلت أكثر من مرة في تجارب سيول لم تستمر سوى دقائق.

هل هناك عقول تفكر الآن بعيداً عن المشهد الإعلامي لمواجهة هذه التحولات وآثارها من نواحي عدة أبرزها السلامة للسكان والآثار الاقتصادية على المشاريع وقدرة الأخيرة من حيث التصاميم وكفاءة التنفيذ على الصمود أمام هذه التحولات؟

لا أعلم إجابة على هذه الأسئلة لذلك أطرحها، وأن كنت أتوقع «من تراكم التجارب» أن لا تفكير في ذلك، لأننا تعودنا على الوصول متأخرين، لا نبدأ العمل أو حتى التفكير في درس حلول مسألة أو مواجهة ظاهرة إلا بعد حدوث أضرار كبيرة منها، ويضيع كثير من الوقت منا في تقاذف المسؤوليات عن هذه وتلك بين أجهزة حكومية. إن الغرض من طرح هذه القضية محاولة حث الأجهزة الحكومية المعنية وهي متعددة، وكذلك الجامعات والمتخصصين فيها لمحاولات قراءة هذه التحولات المناخية والاستعداد لها، بما في ذلك العمل على الاستفادة منها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.