التوعية بتقنيات الترشيد

التوعية بالأفكار الجديدة والتقنيات الحديثة هو ما نحتاج إليه، وليس بالمواعظ والنصائح التي لم تحقق أثراً مقبولاً. ولو تأملت أي جهاز حكومي ستجد أن هناك إدارات للإعلام و«العلاقات العامة» هي مطبخ صغير لإنتاج ورقيات أو رقميات لا تتعدى استنساخ عبارات متكررة.

في برنامج «دعائي» مترجم عن تنسيق الحدائق وأنواع النباتات المناسبة، تحدث مقدم البرنامج عن ترشيد استهلاك المياه وركز على السخانات والحاجة إليها في فصل الشتاء، ثم عرج على الكمية المهدرة من الماء مابين فتح «الدش» أو الصنبور والانتظار إلى حين وصول الماء الدافئ أو الساخن. فهناك كمية كبيرة من المياه تهدر كل يوم.

الأستراليون لم يكتفوا بوضع «سطل» يجمع الماء البارد ليعاد استخدامه كما «قد» يفكر من يهتم بالترشيد.

بل تحدث عن ابتكار أسترالي -قديم- لترشيد استهلاك المياه، والابتكار الجميل هو صمام حساس يقوم بقياس درجة حرارة المياه المنسابة من خلاله، ثم يحول الماء البارد إلى خزان آخر ليعاد ضخه في الخزان الرئيس، إلى أن تصل درجة حرارة الماء للدرجة المناسبة ليسمح بمروره إلى المستخدم.

في أجهزتنا الحكومية وشبه الحكومية، -وزارة المياه والكهرباء وشركة المياه الوطنية -كنماذج والحديث عن ترشيد استهلاك المياه، لو بحثنا عن إدارة مختصة لتقنيات الترشيد والتوعية بتوافرها مع توفيرها، بل ودعم التوجه لاستخدامها لن نجد!، أقول لن؛ لأنه لو كان هناك شيء من هذا القبيل لنُشر عنه، الأجهزة الحكومية وشبه الحكومية تنشر أخباراً عن اجتماعات عادية وتسلم وتسليم دروع، وذاك أولى بالنشر لو توافر.

ومادام التركيز الحكومي في الترشيد على رفع الرسوم للتقليل من الهدر، سؤال مشروع طرحه أحد المتابعين على «تويتر»: من الذي يراقب ويحاسب على الهدر المائي الذي يحدث في شبكة المياه، وهو مسؤولية الشركة الوطنية، أم أن هذا لا يعتبر هدراً؛ لأنه هدر حكومي.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.