ثقافة الاتكالية

التحقيقات في سقوط مظلة مدرسة الريش للطالبات بعد وفاة واحدة منهن وإصابة 26طالبة، خلصت إلى إدانة المقاول ومساءلات لكل من مسؤولي إدارة المباني
والأمن والسلامة مع مديرة المدرسة إضافة إلى مدير التعليم ومساعديه وأقسام مختصة، وإحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، هذا ما نشر في الصحف نقلاً عن المتحدث باسم إمارة منطقة عسير. سألت نفسي: من بقي لم يساءل؟ الزبدة المستخلصة من هذه «الخضة» أن كل إدارة التعليم في المنطقة مسؤولة من المديرة فما فوق، وهو أيضاً يعني ألا نظاماً واضحاً هناك يراقب ويحاسب، وإلا لم كل تلك الإدارات والأشخاص مشتبه في تقصيرهم؟
وعلى رغم تعدد مرور وزراء ونواب وزراء ووكلاء ومديري تعليم على «إدارة» وزارة التعليم على مدى سنوات طويلة لم يحدث تقدم يذكر في قضية سلامة الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات. ولا أعرف السبب لكن أتوقع أن الأولويات عندهم كانت لشؤون أخرى. قضية السلامة في المدارس ومحيطها متروكة للاتكالية ولسوء المصنعية، فإذا كانت مديرات المدارس هنّ من يقمن بالتعامل مع المقاولين والاتفاق معهم على الصيانة والنظافة على سبيل المثال، لأن الإدارات المعنية بعيدة عن الاهتمام بذلك أو وجدت أنه من «الترشيد» نقل الحمل إليهن وجيوبهن أحياناً، فماذا نتوقع سوى مثل هذه الحوادث.
إذا أريد لملف السلامة في المدارس ومحيطها أن يفعل ويتطور لا بد «وذكرتها غير مرة» من فحص الآلية الإدارية وتوثيق الإجراءات إلكترونياً وعدم السماح باستمرار إمكان تطنيشها من إدارة أعلى، فما دور المركز الرئيس للوزارة إذا أهملت إدارة التعليم في منطقة ما عملها. وما دور الاتكال على مديرات المدارس والمساعدات في كثير من شؤون المدرسة من الصيانة إلى النظافة، وهي ليست من تخصصاتهن.
في العام سوق المظلات من ناحية المهنية الإنشائية في وضعٍ متردٍ وهو مجال فسيح للتدريب، وأكثر العمالة مقاولون صغار على سيارات وانيت، تعلموا ويتعلمون في رؤوس العملاء، من دون رقيب أو حسيب والأمطار القليلة التي هطلت على الرياض أخيراً على سبيل المثال تهاوت بسببها الكثير من المظلات وكأنها من الريش.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.