فلتر إعلامي

أصبح من الصعب فرز الصحيح من الخطأ والناقص والمشوش في الأخبار المبثوثة، ما ينشر في وسائل الإعلام المحلية والخارجية أيضاً، لكن يعنينا المحلي أكثر من غيره، ومحلياً الناس يتحدثون عن «الإعلام» ووسائله وكأنه وحدة واحدة، وهذا غير صحيح، فلكل وسيلة شكل من الانضباطية في النشر، بعضها تحت وبعضها فوق، وأيضاً لكل منها رؤية، حتى ولو كان عليها غبش وغبار، تحكم هذه الخصوصية و«الرؤية» حسن إدارتها واتساع وعي وأفق هذه الإدارة، ومازالت الصحف المطبوعة أكثر دقة من غيرها، مقارنة بالصحف الإلكترونية، وليست الأخيرة أيضاً في سلة واحدة، فهناك تجارب – في حرصها على الدقة والصدقية – أفضل من أخرى، والنقل الذي تعيش عليه كثير من المواقع الإعلامية يوقعها في كثير من الورطات حتى لو نسب إلى أصله، لأن الأثر المتبقي في ذهنية القارئ هو ضعف الثقة حتى بالوسيلة الناقلة. لكن في واقع الأمر حتى الصحف المطبوعة أصبحت أقل في المهنية من السابق، هناك «دحدرة» ربما لأن المنافسة مع الصحف والمواقع الإلكترونية أكثر شراسة، فالمثير والجديد يجذب القراء أكثر من غيره، وقليل منهم يرصد تذبذب الدقة أو انخفاضها وصحة المنشور من عدمه لاحقاً.
كيف يمكن ضبط ذلك؟ وهل يُترك للسوق والقراء وهم من يحدد الأكثر صدقية ودقة، أم لا بد من تدخل من جهة رسمية، كوزارة الإعلام؟ فهل توسع وزارة الإعلام في رقابتها اللاحقة دائرة الاهتمام بدقة الأخبار المحلية لتتجاوز الخطوط الحمراء المعروفة؟ أعتقد أن هذا مهم، على الأقل من الناحية الإرشادية، بالتواصل الفعال مع هذه الوسائل، لأن المشكلة في تزايد، بل يمكن القول إن الدقة والصدقية و«الأولويات» تشكو من أمراض قد يطورها إهمالها إلى أمراض مستعصية.
في جانب إعلامي آخر قال وزير الإعلام الدكتور عادل الطريفي، خلال مؤتمرات التحول: إن من أهداف الوزارة العمل على تحسين صورة المملكة، وهذا مهم بلا شك، وبخاصة مع هجمة ممنهجة في وسائل الإعلام – غربية وشرقية – ووسائل التواصل، مع وضع إعلامي لوسائل في الداخل مثلما ذكرنا أعلاه، لهذا يطرح السؤال… «كيف؟» على الوزارة، وما هي الأدوات التي تعتزم الوزارة استخدامها لتحقيق هذا الهدف؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.