هالة حول رواية 2من 2

أستكمل هنا مابدأته الاسبوع الماضي حول الاحتفاليةالمدهشة التي حظيت بهافي صحافتنا رواية الحزام لأحمد أبي دهمان، وأنقل بعضا مما أورده لنا الدكتورمحمد ال عبداللطيف وهو للعلم، وكيل كلية اللغات والترجمة للشؤون الاكاديمية بجامعة الملك سعود ، في مقال علي حلقتين بمجلة اليمامة ترجمة لمقدمة الرواية يقول مؤلف الحزام:
( أنتسب لفئة نادرة من السعوديين الذين يستطيعون حفظ أصولهم عن ظهر قلب،وقد تعلمت ذلك لعملية ختاني،ونسبة لجيرمان تيلون في كتابه >الحريم وأبناء العم< فقد عرفت الجزيرة العربية الختان ألف عام قبل مجيء الرسول،وعليه فقد ختنتني القبيلة كما كان العرب يفعلون قبل الفين وخمسمائة عام ·وهذه طريقة للقول أن طفولتي وشبابي  ينتميان لعصر ماقبل التاريخ)· ليست طفولته بل شبابه، لنقرأ هذا الجزء من المقدمة لنعرف أين قضي شبابه ولاننسي أنه يخاطب الفرنسيين( عندما انتهت دراستي في الرياض ، كنت أستطيع ان أتابع دراستي في الولايات المتحدة، أو بريطانياالعظمي،في المانيا،اسبانيا،أو فرنسا· ،وكانت بلاداليوار،اراجون وبريفير التي اخترتها وهذا يفسر لماذا اخترت ان اكتب عن قريتي بالفرنسية ، لأكون بذلك أول كاتب من بلدان الجزيرة العربيةالذي يكتب بهذا اللسان ،والذي أنا متأكد تماما انه سوف يغري بعض الفرنسيين ويغضب بعض العرب)·يظهر أن الاولي هي الأهم لدي الكاتب أما الثانية ف····!·
يعلق الدكتور ال عبد اللطيف في مقاله النقدي المتميز قائلا( موضوع الرواية هو الكاتب نفسه ،سيرته الذاتية عائلته وقريته، وحبكتها الدرامية غير متماسكة، وليس لها اي عقدة درامية او موضوع روائي بمعني الكلمة>···< حكايات الرواية تفتقد بعض الاحيان للترابط المطلوب لرواية متكاملة ،وتبدوا وكأنها أقحمت في النص>···< وهي روايات تركز علي الشاذ والغريب في القرية)···( أمالغة الرواية الفرنسية فليست  لغة ادبية او ذات اسلوب انيق ولكنها لغة سليمة سردية أقرب للغة الشفهية منها للغة المكتوبة) ويؤكد ال عبد اللطيف علي حقيقة مهمه عندما يقول( الفرنسيين اول من يعرف جيدا ان هناك عوامل كثيرة لاتمت للادب والكتابة بصلة قد تتدخل في مواضيع النشر،لعل أهمها الاقتصاد والعلاقات وربما السياسة)·
أذكر انني قرأت قبل فترة غير قصيرة تقريرا عن الحالة الفرانكفونية، اشار ذلك التقرير الي تراجع حاد للثقافة الفرانكفونية خصوصا في بلدان، بحكم الاستعمار الفرنسي، اعتبرت معاقل أساسية لها ، ومن ضمن ماجاء في ذلك التقرير ان المعنين بتلك الثقافة يعملون علي فتح قنوات جديدة في مناطق أعتبرت بعيدة للترويج لهذه الثقافة، طبعا الترويج سيكون اما عن طريق منح دراسية او منح ثقافية، وهذا في تصوري ليس فيه إشكال ،لكن المزعج ان يعتقد البعض آنهم لابد أن ينسلخوا أو يتطهروا من جذورهم ليرضوا أخرين حتى يقبلوا بهم، وليس لدى بعض هؤلاء مانع من ان يتعروو او يكشفوا ما يعتقدون هم أنه مخجل أو بدائي أو دوني ومن عصور ماقبل التاريخ، في سبيل إسترضاءوإدهاش وجلب انتباه ذلك الاخر، هذا مأخذي على مؤلف الحزام، أما من طبل قبل أن يقرأ فأترك الحكم عليه لكم·

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الاقتصادية. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.