فن الانتشال

قرأت خبراً للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، نشرته صحيفة «الوطن»، يشير إلى أن «مدن» – الاسم المختصر للهيئة – استطاعت انتشال 37 مصنعاً متعثراً، لتتمكن هذه المصانع من الإنتاج، تم ذلك بعد النجاح في إزالة عوائق تعرضت لها. وقال مدير الاتصال والتسويق في الهيئة: «إن مدن لا تترك المستثمر ليواجه التحديات وحده، بل إن هناك فريقاً متخصصاً من مدن يقوم بالتواصل مع المستثمر والجلوس معه، لإيجاد الحلول المناسبة لدعم المشروع، بما في ذلك المرونة في دراسة الخطة الزمنية للمشروع، ودراسة وضع المشروع قانونياً وفنياً ومالياً، وفق نموذج صمم بمعايير قياس علمية». انتهى الاقتباس.
وهذا كلام جميل ويبعث على الارتياح. فهناك مساعدة ونظرة إلى روح الأنظمة والقوانين لتحقق هدفها الكبير، تشجيع الاستثمار، لكن تنقصه «النص أعلاه» بعض التفاصيل المهمة، وهي «الخلاصة»، ولمزيد من الفائدة من النشر، توعية المستثمرين في غاية الأهمية، من ناحية تخفف الكلفة عليهم وتختصر الزمن، ومن الأخرى تخفف الجهد المبذول على الأجهزة الحكومية وموظفيها. كان المفترض أن يتضمن الخبر أهم العوائق التي أدت إلى تعثر هذه المصانع، وكيف تم التغلب عليها، ففي الاحتمالات أنها معوقات ستبرز أمام مستثمرين آخرين في المستقبل، ومن المفيد أيضاً ذكر فئات هذه المصانع ومنتجاتها، أما الأخبار العامة عن «إنجاز» فلا تحقق سوى دعاية وقتية للجهة المعنية.
أعود للتذكير بأن الهدف من إنشاء الأجهزة الحكومية هو التيسير والتنظيم وفتح الأبواب، وليس ترصد الأخطاء أو العثرات، أراه كما ذكر في ما بين قوسين أعلاه المساعدة والعناية كلما كان المستثمر جاداً وبذل جهداً ومالاً حقيقيين، وحتى لو أخفق في الالتزام بموعد إنتاج أو غيره فهو أكثر جاهزية من مستثمر غائب يرجى حضوره، وتقام لأجل دعوات الترغيب مؤتمرات جذب الاستثمار في الداخل والخارج.
والسؤال للإخوة في هيئة «مدن»: لماذا لم يشمل الانتشال وإزالة العوائق مصانع أخرى، مثل المصنع الذي أشرت إلى قضيته في مقالة أمس؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.