يقال إن التاريخ يعيد نفسه، والصحيح القول إن البشر لا يتعلمون من أحداث التاريخ، ويقال أمر دُبّر بليل أو قضي بليل، لكن الأحداث الحاضرة في المنطقة والاستهداف الممنهج لدولها أمر دُبِّر بنهار شمسه ساطعة، ومن دون حاجة إلى مراكز دراسات وتفكير استراتيجي، إذ كان من الواضح بعد ردود فعل الإدارة الأميركية «الأولية» على هجمات 11 أيلول (سبتمبر) أن هناك توجهاً شريراً مقبلاً يستهدف الإسلام والمسلمين، شعوباً ودولاً، وفي مقدمهم السعودية، ومختلف الدول العربية. تم تحديد العدو والبدء بتحطيم الدولة العراقية وتسليمها لإيران. فالفكرة الأميركية الغربية تتلخص في استخدام هوس تصدير الثورة الطائفية الإيرانية واستدراجها لضرب المسلمين السنة، دولاً وشعوباً، بدعوى تنظيم القاعدة ومحاربة الإرهاب. ثم تطورت «القاعدة» إلى «داعش» لحشد التأييد الدولي «العسكري والمالي» واستخدامها مسماراً متنقلاً يجري استغلاله في أي مكان من العالم تستهدفه واشنطن.
طهران كانت مستعدة بجاهزية عالية، والعقيدة الطائفية الخمينية حاضرة منذ استيلائه على السلطة، وتعززت أدواتها وتطورت بعد الحرب العراقية – الإيرانية.
وكل التطورات في هذا المسار قريبة إلى الأذهان لدرجة لا تحتاج إلى إعادة سرد.
والسؤال أين كان المستهدفون العرب من كل هذا، وكيف تم التخدير السياسي والدبلوماسي طوال مدة «مفاوضات» الملف النووي الإيراني؟
إن البحث عن أسباب الغفلة أو التغافل عن كل هذه التطورات في غاية الضرورة للتخلص منها، فهي مع دبلوماسية وسياسة المجاملة، التي طبعت العلاقات العربية – العربية، وإلى حدٍ ما العلاقات العربية – الإيرانية، ردحاً طويلاً من الزمن أسهمت في تغول إيران وظهورها ثوراً هائجاً يستخدمه الأميركي والغربي وتالياً الروسي. دبلوماسية المجاملة والاسترضاء السياسي لم تحقق إلا مزيداً من الخسائر، وإن كانت آثارها السلبية احتاجت إلى وقت طويل نسبياً لظهور نتائجها السيئة.
والمراقب يرى أن تزايد الشيطنة الإعلامية في الإعلام الغربي على السعودية والمسلمين السنة تنذر بمزيد من الاستهدافات الجديدة، وربما بأدوات مختلفة يمكن استشعار ألوانها وتنوعها مع الحقن الإعلامي، الذي يتم شبه يومياً، وهو ما يجب الحذر منه والعمل على نزع خطورته مبكراً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
القوي هو من يصنع الحدث
وينفذ ما يريد
كان شعار المسلمين
قديما
النصر او الشهاده
لا طمع بالدنيا
وبها وصلت الفتوحات شرقا وغرب
وبعد ان اصبح شعار المسلمين
الحكم ولا غير الحكم
تغيرت الاهداف
واصبح كل حاكم حريص على حكمه
واصبح الاسلام اسير بيد حكام
يريدون الحكم للحياة
فاصبحوا فريسه سائغه وسهله للقوي المعين لهم
لعبوا الغرب لعبتهم
بتوزيع المشيخات بالمنطقه
وبدل ان تكون دوله اسلاميه واحده
على قلب رجل واحد
تشتت القلوب
يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك