الوازع لدى نزاهة… فكرة!

لدي فكرة لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة) ربما تحسن من حضورها «النزاهي» في مقابل غول الفساد المرعب.
إذ إنني أرى أنها متقوقعة على رصيد طيب الذكر الأستاذ محمد الشريف رئيسها السابق. الشريف اجتهد وهو المؤسس وحاول وتقبل الانتقاد وتفاعل بحسب استطاعته، وهو على سبيل المثال وضع تلك اللوحات على المشاريع التي توضح تواريخ الترسية والتسليم المتوقعة بعد تزايد تعثر المشاريع، كان هناك محاولات وكنا نتوقع أنها تهيئة لعمل جبار للهيئة «من باب التفاؤل»، لكن لم يحدث ذلك. إلا أن الهيئة بواقعها الحالي تراجعت وتقوقعت حتى لم يعد لها ذكر.
والفكرة تحاول استنهاض الوازع لدى نزاهة نفسها، وازع الردع، منع الفساد قبل وقوعه لتحجيمه والتخفيف منه، بدلاً من المراهنة الخاسرة على دغدغة الوازع لدى العموم، والتي لم تنتج سوى المزيد من ضحكات الفساد بصوت عالٍ.
ولمنع الفساد أو جزء منه، من باب الاستطاعة لا بد من تعقب رائحته، بدلاً من انتظار تفاعل جهات حكومية بالرد على استفساراتك أو انتظار صعود نجم قضية في وسائل التواصل لتعلن التحقيق فيها، والفكرة باختصار وبساطة أن هناك مجموعات أو شركات أو أشخاصاً اتهموا أو أدينوا سابقاً بقضايا فساد في تعاملاتهم مع الأجهزة الحكومية أو لنقل تشكلت حولهم علامات استفهام وتعجب ضخمة، من هؤلاء من يسعى بجد واجتهاد إلى مشاريع جديدة أو حصل بالفعل على مثلها لاحقاً، وكان من المفترض منطقياً أن من دخل إلى دائرة شبهة الفساد من شركات أو أشخاص أن يبعد ويرفض دخوله في مشاريع جديدة، وبخاصة الحكومية منها، من باب النزاهة والابتعاد عن الشبهة للجهاز الحكومي وموظفيه، الذي تحرص «نزاهة» على نزاهته ونزاهتهم، وكنت سأقترح على «نزاهة» تتبع العزائم من بعض رجال أعمال لمسؤولين حكوميين، لكن وجدت أن هذا أكثر صعوبة، وبخاصة وهو يحتاج إلى خارج دوام في الليالي المقمرة، والترشيد المالي كما يعلم الجميع خيار حكومي.
الفكرة بسيطة ويمكن لـ«نزاهة»، وهي الجهة الرسمية المخولة بمكافحة الفساد، أن تعود إلى محاضر تحقيقات رسمية أو أحكام صدرت من المحاكم في قضايا الفساد خلال السنوات الـ10 الماضية، ثم تضع قائمة بأصحابها لمنع «التفاحة» الفاسدة من الغوص في صناديق التفاح، التي نأمل بأن لا يتوطن فيها التعفن.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.