من «هدف» إلى وزارة الإسكان

«وزارة الإسكان السعودية رغم أزمتها تقدم حلولاً للعرب».
هذا عنوان في صحيفة «الحياة» يوم أمس، والخبر يقول إن الوزارة عرضت تجربتها على اجتماع وزراء الإسكان العرب في إنشاء مركز خدمات المطورين (إتمام)، (باعتباره أحد أبرز النماذج التي تعكس الشراكة الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص).
الفاعلة هذه لا نعلم حتى الآن ماذا تفعل، وأين صبّت فاعليتها، ومن تفاعل معها، ومن المناسب هنا أن أهمس في أذن الوزير ماجد الحقيل عن رؤية صديق اقتصادي يعتقد بل يجزم أن مصير مشاريع وزارة الإسكان ستكون مثل مصير مركز الملك عبدالله المالي! وإذا أراد معالي الوزير أن ينصت للصديق فلا أظن أن لدى الأخير مانعاً.
في خبر آخر، صندوق الموارد البشرية (هدف) عرض تجربته على وفد زائر، في حين أننا لم نعلم حتى الآن ما هو الهدف الإيجابي والملموس الذي حققه «هدف» منذ أن تم تسجيله في جيب المواطن. خلال السنوات الماضية طافت وفود سعودية من مختلف الجهات الحكومية وعرضت تجاربها، حتى مجلس الشورى جرّب التجربة، ولا نعلم ماذا استفاد من تلك التجارب من عُرِضَتْ عليهم.
والعجيب في قضية التجارب عرضاً وطولاً وقُطراً، أنه لا يشار إلى أنها تجارب إيجابية أو أنها سلبية، فهي تجربة وبعدها نقطة، وهو ما يعني ضمناً أنها إنجاز فريد.
تهدف الأخبار الصحافية عند عرض التجارب للوفود الزائرة أو عند تجوال وفودنا في الخارج إلى القول «شوفونا وش ملحنا»، ويعتقد من يأمر بنشر مثل هذه الأخبار في وسائل الإعلام أنه حقق بريقاً لجهازه وإدارته، لكن النتائج في الداخل عكسية. وأعتقد أن الجهات «الخارجية» التي تُعْرَض عليها تلك التجارب تكتشف فرصاً لها أكثر مما تستفيد أجهزتنا نفسها.
لكن المحيّر في الأمر أننا لم نتعلم من تجاربنا، بل إننا لا نريد!! قل لي بربك كم تجربة فاشلة تم عرضها في الداخل بين الأجهزة الحكومية نفسها، هل «فصفصنا» أسباب نجاح تلك التجربة أو فشل أخرى، وما هي الخسائر وكيفية عدم تكرارها!؟
طبعاً لن تجد مثل هذا، لأن التطلع للمستقبل والارتباط الوثيق بحرف السين، «سوف وسنعمل على..، أساسي»، أما الغوص في تجارب سابقة، خصوصاً الفاشلة بروائحها العفنة، وهي الأضخم حضوراً، فهي من قبيل «كلام في الفائت نقصان في العقل».
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على من «هدف» إلى وزارة الإسكان

  1. خالد احمد كتب:

    مقال رائع دوما منك استاذ عبدالعزيز

التعليقات مغلقة.