واترامباه!

تقوم الإدارة الأميركية بحملة إعلامية ضد نظام الملالي في إيران، وهي لم تخرج عن دائرة تصريحات الرئيس ومساعدين له يرددون كلامه، أما العقوبات التي فرضت على شركات مرتبطة بإيران فليست إجراء جديداً. الإدارة الأميركية السابقة فعلت الشيء ذاته بالتدريج، وباليد الأخرى منحت إيران مئات الملايين من الدولارات، وتخادمت معها في العراق، وأعلت من شأن عميلها في اليمن.
وخلال وقت قصير أطلقت إدارة ترامب جرعة زائدة من التصريحات المتشددة ضد إيران، حتى يخيل لمن يتابعها أن ترامب امتطى صهوة حصانه الأسود، شاهراً مسدسيه في وجه خامنئي!
هذه الجرعة الزائدة ليست إلا مخدرات سياسية تختلف في النوعية عن جرعات كيري وأوباما. الواقع الماثل أمامنا لا ينبئ بتغيرات على الأرض، فما زالت القوات الأميركية تعمل جنباً إلى جنب مع الحرس الثوري في العراق، وأول من أمس قتل قيادي في الحرس الإيراني بالموصل، فهل كان ينشط بعيداً من «درابيل» القوات الأميركية؟ وإذا كان ترامب بهذا التشدد لماذا يستمر في السماح أو عدم الاعتراض على الحشد الطائفي بقياداته من حرس خامنئي في اقتراف الجرائم الوحشية ضد المدنيين العراقيين السُنة -ومنهم أطفال وشيوخ- بدعاوى أنهم من الإرهابيين؟!
قد يقول قائل تريث قليلاً، الإدارة الجديدة لم تكمل شهراً في السلطة! حسناً، دعونا نتريث فلا نعلي من شأن تلك التصريحات النارية، ولا نخسر هذا الزخم الإعلامي، بل نطرح سؤالاً يقول: كيف نستثمر هذه الحملة؟
سنحقق أهدافاً جيدة إذا ما استثمرنا هذه الحملة لينتج منها تجريم دولي بقرارات من الأمم المتحدة لكثير من ممارسات النظام في إيران.
أول ملف ساخن وجاهز للإدانة والتجريم الدوليين، هو ملف استغلال الأوضاع السيئة للاجئين الأفغان في إيران، وتحويلهم إلى ميليشيات إرهابية. كل دول العالم تتعامل مع اللاجئين من زاوية إنسانية، إلا إيران التي صنعت منهم ميليشيات تقاتل السوريين في بلادهم! إيران استخدمت ذلك ضد العراق، واستطاعت أن تصنع من لاجئين معارضين قادة سياسيين يمسكون بالسلطة في بغداد لمصلحتها، ويأتمرون بأوامرها على حساب مصلحة العراقيين!
ومن الدول الإسلامية غير العربية هناك أفغانستان وباكستان، متضررتان من ممارسات طهران، فهذه الميليشيات ستعود يوماً لتفعل ما يفعله «حزب الشيطان» في لبنان أو أحزاب إيران في العراق واليمن، هذا الملف لا يحتاج إلا إلى جهد ديبلوماسي لنرى أفعال مندوب ترامب في مجلس الأمن، وهل تتطابق مع أقوال رئيسه.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.