صور ومقاطع الإسراف في تقديم الطعام غلبت على فعاليات «مزاين الإبل» في سنوات ماضية، حتى أصبحت مرادفة لها، مقاطع أكوام الرز واللحوم التي ترمى في النفايات حاضرة في الأذهان، وهذا نتيجة أن الكرم في الثقافة الشعبية ارتبط بالحجم والكم و«الصيت» لا بالكيف وتحقق الفائدة.
وبعد أسبوعين تقريباً سينطلق المهرجان من جديد ولمحاولة الحد من الإسراف تبنت إدارة المهرجان شعاراً يقول «أدم نعمتك»، ولأن عبارات الوعظ والتوعية لا تكفي، يجب على إدارة المهرجان أن تتبنى وتدعم قدوات من كبار المشاركين تطبق فعلياً هذا الشعار، لنستحدث طريقة مختلفة عن التقليدية في تقديم الطعام، وأسلوباً بما يحفظه ويقلل المهدر منه، وهذه سنة حسنة فيها أجر إلى يوم القيامة، طبعاً كان بودي، للحد من الإسراف، أن أقترح بأن يكون المهرجان «نباتياً»، ولكن هذا من المستحيلات. في موقع «المزاين» أعلن عدد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان، عناوين من دون تفاصيل، وذكر في الموقع أنه «سيتم عرض الفعاليات اليومية عند بدايتها»، وهذا التأخير سيقلل من حجم الفائدة. ومن الواضح حضور جانب الضبط الأمني والبيع «النقدي» تلافياً لشبهات غسل الأموال، ولو توسعت دائرة ذلك للضبط المروري وتنظيم الحركة لتقدمنا خطوات في تحسين صورة هذه الفعالية.
التطور الذي أراه في طريقة إدارة المهرجان جيد، لكنه طفيف مع تجربة طويلة ونقد شديد لبعض فعالياته وأساليبها. لكن غاب عنصر مهم وهو الجانب الاقتصادي، وكنت سبق واقترحت تفعيل هذا الجانب وتطويره، ليكون هذا المهرجان بوابة لتطوير وتحسين ظروف اقتصاد البادية، هناك شريحتان غالبتان على المهتمين بمهرجان مزاين الإبل، الأولى من تعتمد على تربية الإبل في معيشتها، والثانية تمارسها هواية و«فتنة»، كما يقول بعضهم، وكلا الشريحتين مهمة للتطوير والتحسين، والجانب الاقتصادي في هذا واسع يبدأ من تحسين ظروف التربية وعرض التجارب مروراً بالتوعية بالأمراض التي تصيب الإبل وأفضل الأساليب لمواجهتها وصولاً إلى تعظيم الدخل من منتجاتها والمهدر من الأخيرة كثير، وهذا أكثر أهمية من طول رموش ورقاب واكتناز «براطم». ولأجل «عطايا الله» وغيرها من نعمه، التي لا تحصى، التوعية بأضرار الرعي المبكر والجائر مع تصحر البيئة الذي نعاني منه.
جانب آخر يغفل مع أهميته ودور مربي الإبل فيه كبير، وهو جانب السلامة في الطرقات، فالإبل من أسباب حوادث السيارات نتيجة إهمال أصحابها وعدم احترامهم حقوق الطريق، وعدد ضحايا الإبل المهملة في الظلام لا يعلمهم إلا الله تعالى من كثرتهم، وهم في ذمة من أهملها ومن لم يوقفه عند حده.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط