شركة عن حزمة شركات

تعثرت فكرة أو مشروع مدينة جازان الاقتصادية لسنوات منذ أن تم ظهورها في الإعلام حتى كادت تلحق بمدينة حائل الاقتصادية وغيرها من مشاريع الملاحق الإعلانية وفلاشات الأضواء، لكن جازان الإنسان والأرض والبحر كانت في قلب عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، ليتم تكليف شركة أرامكو السعودية بمهمة المسؤولية، فيختلف الوضع ويبدأ العمل الفعلي على الأرض، احتلت منطقة جازان ساحة المشهد في السعودية بعد تفشي وباء حمى الوادي المتصدع، فقطع ولي العهد آنذاك الملك عبدالله إجازته في «كان» متوجهاً إلى جازان، ليجتمع الوزراء هناك ربما للمرة الأولى. ومنذ تلك اللحظة أصبحت تنمية جازان الشغل الشاغل للقيادة السعودية. وصلت شركة أرامكو بعد التكليف ليبدأ العمل الفعلي من تجهيز البنية التحتية لتبرز بعدها تباشير المصفاة ويتقدم العمل في المرفأ البحري وغيرها من مفاصل مهمة لجذب المستثمرين إلى مدينة اقتصادية منتجة لا عقارية!
أسلوب عمل شركة أرامكو السعودية في الانضباط والإنجاز، وبخاصة في شؤونها التي تجيدها، أي النفط وشؤونه من التنقيب إلى التكرير والتصدير، هو قيمة نفيسة، ومشهد رجال «أرامكو» السعوديين، وهم في الميدان على مختلف أعمارهم وتخصصاتهم والجدية التي تلمسها لا شك فيها إرواء للبهجة في النفوس، هذه شركة «حكومية» قديمة مازالت صامدة في مستوى الأداء على رغم ما يقال إنها تأثرت وانخفضت «الجودة» فيها بعد السعودة، لأننا نقارن بما حولنا من شركات وأجهزة حكومية أخرى، وبهذه المقارنة يمكن استدعاء تجربة عدد من الوزارات قامت قبل سنوات بإنشاء شركات حكومية برؤوس أموال ضخمة، لكن من دون أداء مستحق بل ليس هناك من إنجاز لها إلا أخبار إداراتها أو تغيير في هذه الإدارات، البناء الصلب، والرمح على أول ركزة، ولا شك في أن للإدارة الأميركية السابقة في «أرامكو» فضل غرس الانضباط والجودة. والأمانة تلزم الإدارة السعودية بالمحافظة على ذلك وعدم التهاون في أي خلل يصيب التجربة.
جازان على موعد مع التنمية وللأخوة الكرام في «أرامكو»، الذين التقيت بهم مع عدداً من الزملاء الأسبوع الماضي في جازان، الشكر والتقدير، واقتراح صغير ربما يحقق بعض الاندماج ما بين داخل سور المدينة الاقتصادية وخارجه. تقوم «أرامكو» جازان بمبادرة «مرنة» للشباب الجيزاني ملخصها فتح الباب لمن يجد في نفسه رغبة وهواية في تخصص ما للتدريب مع شركات المقاولات المنفذة التي تعمل حالياً في الأعمال الإنشائية وغيرها، فالدخول إلى وسط هذه الورش وتعلم انضباطها قيمة كبيرة بحد ذاته.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.