حتى في أميركا..!

متعجباً من طرحك أو مستهيناً به، يأتي من يقول لك… حتى في أميركا! حينما تسلط الضوء على سلوكيات سلبية محذراً من انتشارها، وكأن حدوث مثله في أميركا أو غيرها من دول العالم «المتقدمة» يشفع لحدوث مثله في بلاد العرب أوطاني، وهو المنطق نفسه الذي يردده من يحاول التخفيف من الفساد بالقول إنه موجود في كل دول العالم، مع الفرق بين الممارستين.
والولايات المتحدة الأميركية فيها الجميل والقبيح، ومن الأخير الانفراط الاستهلاكي والتشجيع عليه، الذي أدى إلى تكبيل الفرد هناك بديون الأقساط.
والتخفيضات الموسمية جزء من لعبة التسويق لدفعك لشراء ما لا تحتاجه الآن، على أساس «يمكن أو يمقن أن تحتاجه مستقبلاً». إلا أن في أميركا ودول متقدمة قوانين، وعند كل ظاهرة أو حدث تصدر بسرعة قوانين جديدة، على سبيل المثال لا الحصر بعد الاعتداء على راكب أميركي من قبل موظفي شركة طيران أميركية في رحلة داخلية، وتسليط الضوء على حوادث اعتداءات أخرى مماثلة، جاء خبرعقد مجلس النواب الأميركي جلسة استماع مطولة مع رؤساء شركات الطيران الأميركية لبحث الخدمات المقدمة للركاب، التي شهدت تراجعاً ملحوظاً برأي كثيرين في الولايات المتحدة. وحث الكونغرس شركات الطيران في البلاد على تحسين أدائها، وإلا فسوف يضطر المشرعون لاتخاذ إجراءات لن تعجبها». انتهى الاقتباس. وقيل وقتها من جماعة «حتى في أميركا»، تخفيفاً إن أنظمة شركات الطيران هناك تسمح بذلك.
أيضاً لا يكفي أن تكون ظاهرة سلبية موجودة في دول متقدمة لنقبل بعدم اتخاذ خطوات للحد منها وتهذيبها حتى لا تتفشى وتصبح سلوكاً معتاداً في مجتمعنا.
والتكالب إلى درجة المشادات بشكل مقزز على سلعة، وكأنها ماء في بحر من العطش، ليس فيه من الحياء شعرة ولا الذوق ذرة، ولا نريد أن نكون هكذا، ولا أن يحدث لدينا مثله، لذلك اقترحت على وزارة التجارة التدخل بتقنين عروض التخفيضات وإدارتها بما يكفل الانضباط، بدلاً من تعامل المحال الانتهازي تجاه المتسوقين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.