مستقبل الإعلام الرسمي

في مداخلة على قناة الاقتصادية السعودية عن حوار الأمير محمد بن سلمان في برنامج الثامنة، توقفت في بداية المداخلة وقبل الحديث عن الجانب الاقتصادي، متسائلاً عن سبب اختيار الأمير محمد بن سلمان في مقابلتين مختلفين لقنوات تلفزيونية خارج منظومة الإعلام الرسمي! وجهت التساؤل بالطبع لوزارة الإعلام وهيئة التلفزيون بخاصة مع وزير جديد يتولى المنصب هو الدكتور عواد العواد.
فالاختيار له مبرر موضوعي وهو الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المشاهدين، ولا شك في أن بعض قنوات مجموعة «إم بي سي» تحوز على ذلك، ولا يمكن مقارنة حضورها لدى المشاهدين بقنوات التلفزيون السعودي أو غيرها، وهذا الحضور قديم وينمو.
والسؤال لماذا فشلت وزارة الإعلام من قبل إنشاء هيئة الإذاعة والتلفزيون وبعده في إنتاج برنامج شعبي ولو وحيد يحظى بالقبول والمتابعة من قبل المشاهدين؟
والقريبون من الشأن الإعلامي يعرفون الكثير من الأسباب، من بينها إدارة وزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وقبل كتابة هذا المقال دخلت على موقع الهيئة فوجدته لا يستجيب. ربما هو معطل أو تحت الصيانة، لست أدري.
عدم النجاح في إيجاد برنامج وحيد ناجح مع عدد من القنوات وطواقم العاملين وميزانيات، لا بد من النظر فيه بعناية، فهل كان من الأخطاء تعدد القنوات وتوالدها في فترة زمنية معنية لم يكن لها حاجة في تقديري، وبما أننا في مرحلة الدمج لشركات في قطاعات مختلفة من البنوك إلى التأمين هل ستلجأ وزارة الإعلام والهيئة إلى إعادة دمج قنوات ببعضها بعضاً مرة أخرى، بل هل ستبقى الهيئة وهي لم تنجح في تحقيق ذلك، لا أعلم، لكن تراجع الإعلام الرسمي في قنواته توافق مع صعود نجم قنوات الإم بي سي وغيرها من القنوات الفضائية العربية.
وليس سراً أن أمام وزير الإعلام الجديد تركة ثقيلة، بعضها قديم قدم جهاز وزارة الإعلام وطريقتها في العمل، وبعض التركة جديد استحدث خلال عمل الوزير السابق، وتفكيك هذا ليس من السهولة، بخاصة مع عدم توفر السيولة وضعف مداخيل الإعلان، أما ما يخص البرامج ونجاحها من عدمه، فبالإضافة إلى الدور الإداري الكابح في الوزارة هناك سقف الطرح المنخفض، وهو سقف أرى أنه ممكن التعامل معه، فالوزارة في جانب الفكر الرقابي أو فكر المسموح حتى لو كان بمضمون ضعيف، قبعت في مرحلة زمنية سابقة ولم تستطع الخروج منها. التحدي أمام وزير الإعلام الجديد كبير ومتزايد والحلول تبدأ بفكر جديد، وننتظر الميدان الذي ستظهر فيه بصماته. نسأل الله التوفيق للجميع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.