متى نصل إلى اليوم الذي لا تشغّل فيه “خردة” للنقل الانساني في بلادنا، في طرقاتنا كثير من السيارات “الخردة”، وأخبرتنا كارثة “عبّارة السلام” عن “خردات” بحرية، وربما نسمع مستقبلاً عن “خردات” جوية مع التكاثر المتوقع لشركات الطيران.
يا ترى ماذا يوجد في الصندوق الأسود المتوقع انتشاله هذه الأيام، صراخ وعويل وقتال على أطواق النجاة، أحاديث الناجين عن طاقم السفينة تجعلك تحذر من كل قبطان.
لكن وسائل إعلامنا المحلية ركزت أخيراً على قصص الناجين، وهي على أهميتها يجب ألا تحجب العدسات عن نبش ميناء ضباء، المفترض أن يغص هذا الميناء بشباب الصحافة والقنوات، والمفترض أن نقرأ تحقيقات صحافية حقيقية مع المسؤولين في الميناء، يا سادة للتذكير إنها حياة ألف إنسان، واحد وأمامه ثلاثة أصفار، في مصر الشقيقة يفكرون في إنشاء مجلس أعلى للسلامة، في بلادنا مجلس الشورى طلب تقريراً متكاملاً عن الحادثة، لماذا لا يشارك بعض من أعضائه في لجنة لتقصي الحقائق؟ ولماذا يسلم مجلس الشورى بالتقارير التي تصل إليه “متكاملة”! وهناك لجنة للنقل تحت قبته؟ ألا تستحق ألف روح بشرية هذا التقصي؟ الإهمال وربما الاحتكار والطمع في عوائد أكبر على حساب البشر من الأسباب، التساهل في حمل الممنوعات مثل المواد المشتعلة من الأسباب، ولا بد من أن هناك قنوات لتمرير مثل هذا، ونقرأ في الصحف أن الجهة المعنية في الميناء تقول إنه تم فحص العبّارة قبل المغادرة واجتازت الفحص، حسناً ماذا عن الناجين الذين تحدثوا عن قوارب النجاة المثقوبة!؟
سفينة السلام التي ليس لها من اسمها نصيب، تدق جرس إنذار ضخم، صوته يصم الآذان ويتردد في كل ميناء وبوابة سفر في بلادنا فهل من منصت، الأعاصير والفيضانات في بلاد أخرى لا تحدث مثل هذه الأضرار، ونحن قانعون بتقرير متكامل. وهو تقرير سيتم تحريره من الجهة التي يجب التحقيق في أروقتها، ظهر أن العمل المكتبي أصبح شأناً سعودياً خالصاً، التقرير المتكامل من الأدوات الإدارية في بلادنا، بل قد يكون الأداة الوحيدة في مواقع، مثل مجلس الشورى… كونه يصدر من الجهة المعنية!
القضية على كبرها ليست كارثة عبّارة أو سفينة فقط، بل في البحث عن جذور الخلل، يأتي ذلك بالإجابة على أسئلة تبدأ بمن؟ ولماذا؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط