هل عوقب البنك؟

لا تعلن إدارة “تداول”، الموقع الرسمي لتداول الأسهم السعودية، اسم البنك الذي سبب المشكلة  في نظام التداول، كما قالت هي في بيانها، لكنها لا تتحرج من بث إعلان لهيئة سوق المال يسمي شركات أوقفت بعض المتعاملين باسمها، في حين لا يعلن اسم المضارب المتجاوز للأنظمة، هنا المتضررون الوحيدون هم  صغار المستثمرين، إذا كانت الهيئة وإدارة تداول، نفترض أنهما منفصلتان عن بعضهما البعض، إذا كان الهدف هو حماية صغار المستثمرين والسوق كما “يقولون” فأخبرونا – حفظنا الله وإياكم – ما الإجراءات التي تم اتخاذها ضد البنك، ولا ننسى أنه تم “شفط” أسهم الصغار في “ينساب” بحيل الأنظمة البنكية واستغلال التدافع والازدحام، قلت منذ البداية، من زمن طويل، لا يعقل أن يكون البنك وسيطاً ومضارباً ومستثمراً في الوقت نفسه، لكنها البنوك، تكاد أن تكون دولاً داخل الدولة، والهدف هو الامتصاص إلى آخر قطرة… إلى أن تأتي شركات الوساطة التي للبنوك، فيها أيضاً الحظ الأوفر!
صغار المستثمرين تمت توعيتهم بحملة إعلانية مشهودة  قلبها المضاربون رأساً على عقب، إذا كانت هناك من مشكلة في السوق المالية السعودية فإنها تبدأ من البنوك، يفترض ألا تتدخل في الوساطة لا هي ولا شركات تابعة لها، لكن من يجرؤ…؟
في حوارات سابقة جانبية، فهمت أن التشهير بالأشخاص في سوق المال مرفوض أو مسكوت عنه، حسناً… لماذا يتم التشهير بالشركات إذاً؟ هل لأن الغالبية من المتعاملين فيها من الصغار وليس لهم حماية؟
ما زلت أعتقد أن مجتمعنا سوق وميدان خصب للمحامين، الذين يبحثون عن الربح والتأثير ورد المظالم والنجاح، لهذا استبشرت خيراً بإعلان لأحد الإخوة المحامين في صحيفة الرياض، أوضح فيه لأهالي ضحايا العبّارة المصرية “كارثة السلام” إمكان حصولهم على تعويضات من الشركة البنمية، وأشار إلى تعاونه مع مكتب محاماة هناك،  شرطه الوحيد ألا يكونوا وقعوا مخالصة مع الشركة، بل إنه قال في الإعلان إن التوكيل من دون مقدم أتعاب، كنت كتبت عن سهولة “شخبطة” التوقيع لدى الكثير منا، وأنا اشكره وأتمنى له التوفيق، وعلى أهالي الضحايا عدم التردد في رفع القضايا، ولأن هذا الأخ المحامي بادر بالتصدي لهذه القضية، أشير إليه لعل بعض أهالي الضحايا يتنبهون، وهي إشارة أيضاً للفرص الكبيرة للإخوة المحامين النزيهين، كبيرة هي الفرص المتوفرة في سوق المال وعلاقة العملاء بالبنوك وبهيئة سوق المال، وهو ما أشرت إليه في مقالي يوم الجمعة “الثقوب السوداء”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.