فجوة

الحديث عن الفجوة الرقمية حديث لا ينقطع من المسؤولين عن ردمها، لكنه لا يتعدى حدود الكلام، هذه الفجوة يرمى بأسبابها على الناس والمجتمع وما إلى هنالك، فيحكى عن التوعية وتوفير الأجهزة بالتقسيط، لكن لا أحد يتحدث عن فجوة الخدمات، فهذا يقع في باب المحظورات الإعلامية، وحاول عزيزي استخدام خدمة الإنترنت في بلادنا لترى الفجوة الخدماتية فيها ومن خلالها، وفوقها أسعار عالية، فلِمَ يستمر الوضع بهذه الصورة؟
 بدلاً من الحديث عن الفجوة الرقمية اردموا الفجوة الخدماتية، ولتكونوا على شيء من الشفافية، ولنتوقف عند حدود للدلال الذي يتعامل به مع مزوّد هذه الخدمة المتخلفة والباهظة السعر.
كيف نستطيع قراءة التصريحات والتنظيرات عن الفجوة الرقمية ونحن نرى أنظمة البنوك التي يشهد لها حماتها بأنها الأفضل، ويتفاخرون بها في كل طالع ونازل، وهي تختنق كل يوم وتخنق معها المتعاملين من خلالها، لو كانت هناك شفافية لقرأتم العجب مما حصل لبعض عملاء البنوك، أرصدة تطير وأخرى تقع، وخسائر بالجملة، والخصم هو الحكم “واللي ما يعجبه يضرب برأسه باب الفرع”.
أما الحديث عن الحكومة الإلكترونية فهو يأتي من باب الأحلام الوردية، و “الورد جميل… وله أغصان”.
الفجوة في الحقيقة هي في عدم المساءلة وتسمين الجهات المعنية بتقديم هذه الخدمة، والطبطبة على أكتافها بالجوائز، على رغم سوء إدارات التطوير بها، واستمرار سوء تعاملها مع العملاء، هي دائماً متخلفة عن حاجة الناس على رغم أن المفترض أنها تسبق هذه الحاجة بمراحل، بالتخطيط وليس بالتجريب وتوقيع العقود على صفحات الصحف.
وشبكتنا الإنترنتية التي يعول عليها لحل كثير من المعضلات، لم تأخذ من العنكبوت سوى شراكها، بالفعل هي تصطادك ولا تحقق شيئاً سوى الخسارة، مثل عنكبوت تمتص الوقت والجهد مع الكلفة الباهظة، الإنترنت في بلادنا في حاجة إلى معقب، وربما إلى مكاتب للخدمات، يجرى إلغاؤها بعد سنوات! تماماً هي مثل كبائن الاتصالات ومكاتب الخدمات العامة، لذلك فضلاً منكم وكرماً أريحونا، وليتوقف الحديث عن الفجوة الرقمية، وركزوا مع المتضررين على الواقع، حدثونا عن الفجوة الخدماتية، إذا كان هذا هو الوضع والمال متوافر والطنطنة الإعلامية عن التطور التقني لمن يقدم هذه الخدمة على أشدها، فماذا لو كان الوضع خلاف ذلك؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.