في انتظار البطء!

وانظر عافاني الله وإياك، وأنعم علينا بعدم الحاجة إلا لوجهه الكريم، إلى المسلسل المكسيكي “في انتظار البطء”، انظر إليه يا عزيزي يعاد بالطاقم نفسه ليقوموا بالأدوار نفسها، في حلقاته الجديدة المسماة “حمى الضنك في عروس البحر الأحمر”، لم يأت إعلان جدة منطقة موبوءة بحمى الضنك من الداخل بل أتى من الخارج، وحاولت شخصيات الداخل التخفيف من الأمر بالمراوغة الإعلامية، ثم الاعتراف بالتقسيط المهلك، ثم بدأ تقاذف اللوم مع تشابك الاختصاصات كل جهة تلوم الأخرى، ثم بعد “التي واللتيا” يأتي اجتماع أصحاب المعالي لدرس الأمر، وقد استيقنت من التجربة أن ما “تحت الدراسة” يبقى “تحت” ويظل في “التحت”، وأن القذف بالمبالغة الإعلامية والتهويل الإعلامي هو احد مصادر الأوبئة.
“وباء” يعلن عنه وفي مدينة مثل جدة ويتم التحرك ببطء كالعادة، هل هناك أخطر من وباء! ويشكو احد سكان جدة حاله من الضنك، فهو لا يستطيع الخروج من منزله حذراً من البعوض الناقل لحمى الضنك، ولا يسلم من الضنك داخل منزله بسبب شريط أسعار الأسهم، وقبل مدة أرسل لي أحد الإخوة من سكان جدة، بوحاً في رسالة، أخبرني فيها كيف أتى فريق “الخبرات البنغلاديشية”! إلى منزله لتطهيره من البعوض، فلم يبق مكان فيه له ولا لأولاده، وقال إنه يريد أن يشكو حاله فلم يجد غير الموقع أدناه.
لكني لا أزال أتذكر تصريحاً لوكيل وزارة الصحة للطب الوقائي في شهر جمادى الأولى الماضي، أعلن فيه أن “السعودية خالية من الأمراض الوبائية منذ 25 عاماً”!؟ ولم يمر أقل من عام حتى أعلنت جدة منطقة موبوءة والقنفذة أيضاً ولا بد من أخريات لم تقع عليها عين الإعلام. وقالت الصحة إنها استقدمت خبراء “عالميين” لحل مشكلة حمى الضنك، لم تحدد جنسيات الخبراء، ربما من بنغلاديش وضواحيها، لكني لا أنسى خبراً آخر يقول إن خبراء في جامعة الملك فيصل في الأحساء اكتشفوا “عفناً” هذا العفن يقتات على يرقات البعوض الناقل لحمى الضنك النزفي، وإليكم النص (وقال الدكتور محمد سليمان شادلي عبدالله لـ “الوطن” إن العفن الجديد المستخدم في القضاء على تلك اليرقات من عائلة (أو أو مايكوتا)، موضحاً أنه هو أول من اكتشف ذلك العفن، وتم تسجيله باسمه في مركز الأمراض الأميركي في ولاية جورجيا الأميركية) وأزيدكم من الشعر بيتاً، (وأشار إلى أن هذا العفن من شأنه أن يقضي على يرقات عوائل الناموس الناقلة لمرض حمى الضنك “النزفية” في مدة ساعتين من وصول العفن إلى اليرقات في المستنقع المائي) انتهى.
من الواضح أن هذا العفن عفن محلي، “يعني ما يصلح” مثل زامر الحي، يجب أن يكون عفناً بكرافتة ويرطن بلغة أعجمية، حتى يصبح عفناً عالمياً يليق بوبائنا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.