الزميل سعود الطرجم، صحافي”مخضرم”، عرفه القراء في أكثر من مطبوعة، صحافياً ومشرفاً وكاتباً، منذ فترة وهو يعيش “استراحة الصحافي” التي استيقظ منها تفاعلاً مع ما كتبته عن “نهج الأمير سلمان”، فامتشق قلمه وكتب مقالاً زيّن به “أحياناً” بحبر “حايلي”، معكم سعود على الهواء مباشرة:
“مع أنه ليس أميراً بنسبه…! وليس أميراً بمنصبه…! وليس أميراً بإنسانيته… وليس أميراً بفكره… لأنه أمير بها جميعاً، فقد عرفت سرّ كونه أميراً (للقلوب)… ومع هذا وذاك، فلن أقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز… بل سأكتفي بالمواطن سلمان بن عبدالعزيز، أو (سلمان) فقط.
قرأت كثيراً إلى أن (فقدت إمكان القراءة من دون نظارة!) وسمعت عدداً من المواقف (التي بيعت فيها الرجولة)… وأكثر (ما أستسخف) كتاب (معاريض لله يا محسنين) هؤلاء الذين (أراقوا حروفهم على بلاط سلاطين الجاه والمال والمكانة) ليس إيماناً بما يفذلكون. قدر استهدافهم وبطريقة (وصولية) مقيتة الحصول على (مال) أو الوصول إلى (مراد)، إذ مدرستهم (المتنبي) وهدفهم (سيف الدولة). ومسعفهم في (عبارات النفاق والتدليس) بعض مما بقي من كتب أدباء تراث (الخلفاء).
منذ أن وعت مداركي وتابعت رحلة حرف القراءة وأنا أتعجب من سر وجود (سلمان) في كثير من مقالات وتعليقات الكثير من الكتاب. قلت في البداية (لا يهموك) جبناء… ووصوليون… ومبالغون… بعد مدة وجدت أكثر من كاتب وفي كل أرجاء الوطن يثني على (سلمان). قلت ربما للرجل (طرق) فرضت على هؤلاء وأولئك تحقيق مبتغاه… كبرت المسألة ومعها كبر فكري وتفكيري. ومع تعدي الثناء الحدود الوطنية، إذ قرأت لأكثر من صوت ثقافي عربي مثنياً على الرجل فكراً وموقفاً وتوجهاً، راجعت النفس، وبرز السؤال: كثيرون هم الأمراء في عالمنا العربي فَلِمَ لم يصلوا إلى ما توصل إليه سلمان؟ إن كان (بالمال أو الإذلال) ليتسنموا هرم إمارة (القلوب) قبل إمارة (الكراسي)؟ حينها أيقنت أن لهذا الرجل (كاريزما) خاصة، في أحاديثه الحديدية والعاطفية، في مواقفه الإنسانية والرسمية، في كتاباته التوجيهية والتشجيعية. وعند توصلي لهذا اليقين، أحببت سلمان وأنا لم ألتقه (أو أرتجه) لأمر خاص، وفي حوار أبوي خاص مع أستاذي المرحوم فهد العريفي قبل سنوات، ثنى على قناعاتي بهذا (السلمان) وزادني بإضاءات عن الرجل في ما يتعلق بمتابعته المستمرة للصغيرة قبل الكبيرة وفكره الوطني الصادق والمستنير، إذ يحرص (سلمان) على التواصل والاتصال مع الجميع توجيهاً ومتابعة وتشجيعاً، وحين كانت تؤرق مضجعي ممارسات خاطئة تشوبها البلادة وعدم الفطنة لعمل إعلامي مؤثر في الوحدة الوطنية، صففت أحرفي واخترت (سلمان) محطة استقبال، مع أن الأمر ليس من اختصاصه الرسمي. وأنا لا أقع تحت مظلة دائرته الرسمية (مناطقياً) ولكن لقناعتي بأنه القارئ الأول للإعلاميين (وصديق الصحافيين ومحبوبهم). كما أن لدي نزعة (قال أولم تؤمن قال بلى ولكن…) فأردت الوقوف على الحقائق بنفسي (وكتجربة شخصية)، أيام وإذا بجوالي (يلعلع!) (حياك يا سعود معك سلمان بن عبدالعزيز!) حاولت استجماع حواسي، استحلبت الصوت لقاع أذنيّ، ربما مقلب (أبو فراس) لكن الرجل دخل بالموضوع بعد أن بدأ بالاعتذار عن التأخر في الاتصال! وأخذ يستعرض النقاط برؤية وطنية صادقة ومتواضعة، وبروح أبوية حانية، وبمحاولة الاستماع من دون الاستمرار في الحديث والاستحواذ عليه، ثم بارك، وثنى، وأعجب، وشجع، حينها أرضيت ما بداخلي من (توجّس) سابق وأيقنت (انه من الممكن أن تستحوذ على ثلة لبعض الوقت، لكن من المستحيل أن تأسر القلوب في كل الوقت). وحين قرأت ما كتب العزيز عبدالعزيز السويد تحت عنوان (نهج سلمان) وطرح تساؤلاته المتمثلة في (أين بقية المسؤولين عن نهج سلمان بن عبدالعزيز؟ وأين هم عن هذا الحرص في الدقة والمتابعة والتوضيح والاهتمام بما ينشر؟ ولماذا لا نتعلم من أمير منطقة الرياض؟) أقول له (يا عبدالعزيز هون عليك… فلسلمان (كاريزما) خاصة خصّه الله بها… (سلمان غيييييييييير).
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط