نصرة النبي الكريم

إعلان شركة “ارلا” للمنتجات الغذائية الدنماركية عن عزمها رعاية مؤتمر عالمي عن الرسول محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، خطوة مهمة تُحسَب لمصلحة حملة المقاطعة الشعبية للمنتجات الدنماركية، وهو يشير إلى أن هذه الحملة سارت  في الاتجاه الصحيح بعد أن شابها بعض الشوائب هنا وهناك، عندما استُغلت من البعض لأهداف سياسية ضيقة الأفق، والتوصيات التي خرجت عن المؤتمر العالمي لنصرة النبي الكريم، والذي عُقد في البحرين، أخيراً، يجب أن يُنظر إليها باهتمام، فمن العقل والحكمة أن تنظم المقاطعة وأن يستفاد منها، إذ ليست المقاطعة غاية بحد ذاتها، بل هي تعبير عن رفض واحتجاج، وهي من “أبجديات” حرية التعبير، ويمكن أن أستعرض في نقاط بعض النتائج والملاحظات على تلك الحملة الشعبية العفوية الرائعة التي لم تتوقف حتى الآن.
أنه ثبتت صحة التوجه العام للجمهور في المقاطعة، وكان ما يحتاج إليه فقط التنظيم والإدارة، لتحقيق نتائج ايجابية.
أنه ثبت خطأ من سفّه وقلل من قيمة هذه المقاطعة مرة بدعوى أن السوق الإسلامية لا تُشكل شيئاً يُذكر من حجم مبيعات المنتجات الدنماركية، أو أن المسلمين شعوب استهلاكية لا تستطيع الاستغناء عن منتجات الآخرين، وقد اصطف هؤلاء مع إخوة لهم زينوا في وقت سابق حملة “تحرير” غزو العراق وأثبتت الحقائق على أرض العراق عمق المأساة المستمرة.
أنه يمكن استخدام بعض الكلمات الجميلة لأغراض خبيثة مثل “التحرير” و”الديموقراطية”، و”حقوق الإنسان” و”حرية التعبير”… إلخ.
أن الساسة في الغرب الديموقراطي لا يتورعون عن “لَيّ” أعناق الحقيقة، مرة بالترغيب ومرة بالترهيب، ونُصْب أعينهم دائماً مصالحهم الداخلية.
أن لكل قضية مَنْ ينتهزها إما لمصلحة شخصية أو عامة، وللمرء عقل يستطيع من خلاله فرز الخبيث من الطيب.
وحتى تستمر المقاطعة في تحقيق نتائج إيجابية، على المؤتمر العالمي لنصرة النبي الكريم أن يوفر المعلومات عن المنتجات الدنماركية الأخرى التي يجب الاستمرار في مقاطعتها لعدم توافرها، وحتى لا يكون هناك خلط في الأمر.
كما أنه لا بد من أن تهتم أمانة المؤتمر باطلاع جمهور المسلمين على التطورات الايجابية والسلبية في هذه القضية أولاً بأول ولا تهوّن من ذلك.
إن من الواجب على القائمين على هذا المؤتمر أن يضعوا نُصب أعينهم تحقيق الهدف الكبير، وهو الضغط لمطالبة المجتمع الدولي ممثلاً بهيئة الأمم المتحدة لإصدار تشريع دولي يجرّم الحث على كراهية الإسلام والمسلمين، لذلك لا بد من أن يكون المؤتمر سنداً ومحفزاً لمنظمة المؤتمر الإسلامي لتحقيق ذلك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.