الدمية المنفوخة التي تستخدمها هيئة سوق المال للردّ على التساؤلات والانتقادات تتمحور حول نقص وعي صغار المستثمرين، لكن الواعين الذين يزعمون نقص الوعي لدى الآخرين عليهم أن يحترموا العقول.
أليس من حق وعي المستثمر الصغير الذي طالما اتهم بالسذاجة والانسياق وراء الإشاعات، وأخيراً “الحالة النفسية”، أن يعلم ويستيقن ويحصل على جواب لهذا السؤال: لماذا تطرح شركة بكذا ريال وشركة أخرى بكذا ريال؟ أليست لهذه الشركات موازنات قدمت ودراسات أجيزت وبيانات تمت الموافقة عليها من الجهات المعنية “بالإفصاح والشفافية”! فلماذا لا تعلن هذه البيانات والمعادلات بالفصيح؟ أليست لهذه الشركات أصول تم تقويمها؟
حسناً… أخبرونا عن هذه الأصول وكيف تم حساب أقيامها ومَن قام به، قبل إعلانكم عن الطرح بذاك السعر، ثم لماذا نصدق أن أسعار الطرح ليست متضخمة أو مضخمة؟ لقد أصبنا بالتضخم في كل شيء بسبب أسطوانة التضخم في أسعار الأسهم. العجيب أن محامي الإقناع بتضخم أسعار الأسهم يصدرون بيانات سنوية تقول إن تكاليف المعيشة في السعودية ثابتة أو منخفضة أو إنها لا تتغير حتى يكاد المرء يعتقد أنها من الثوابت! وأصبحنا لا نصدق سوى أن التضخم لا يصاب به إلا أسعار الأسهم ورأس المواطن.
كيف يمكن قبول الحديث والمطالبات بالشفافية وعدم الانسياق وراء الإشاعات ونحن لا نعلم كيف قوّمت الأصول ولأي سبب طرحت الأسهم بهذه الأسعار؟ أقنعونا حتى لا نكون وعاءً للإشاعات. وعلى ذكر هذا الوعاء فلم يتم تشييده وتوسيع فوهته إلا بسبب عدم شفافية الهيئة وغموضها، ومَن جرى وراء الإشاعات أفلح بسبب “سوء الدبرة” والإصرار عليها، وكأننا نخترع العجلة من جديد، ومن حولنا أسواق فتية وبيننا وبين تشريعاتها المطبقة بشفافية تحسد عليها سنوات طويلة. نحن نتكلم ونعلن عن نوايا أما الاعتراف بالواقع فهو أمر آخر، وأما تغييره فالعلم به عند ربي عز وجل.
يفترض أن الجهة التي تمنح حق الطرح للاكتتاب تعلن سبب موافقتها على سعر الإصدار وبالتفصيل، وليس على طريقة بعض مكاتب المحاسبين التي لا تذكر في إعلانات الموازنات حتى أسماء مجالس الإدارة! ألا تريدون وعياً استثمارياً، أم أنه يصبح غير مرغوب به هنا؟!
وإذا أردت أن تعلم مستوى العتمة والضبابية في سوقنا المالية التي هي واجهة الاقتصاد فانظر، حفظني الله وإياك، إلى كثرة الإيضاحات على موقع “تداول”، ينشر بيان ثم يحتاج إلى إيضاح ثم يكتشف أن الإيضاح يحتاج إلى إيضاحين. هل وضح مقدار العتمة والضبابية والغموض، ومِن مَن؟ من القائم على “إشاعة” الإفصاح والشفافية؟! وشاءت أم أبت هيئة سوق المال فإن موقع “تداول” يعبر عنها وهو حقيقة واقعها، وتم امتلاكه من إدارات الشركات. هذا الموقع صاحب الجائزة الشهيرة والإخفاقات الكثيرة هو أكبر وعاء منتج للإشاعات.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط