“الإدارة البراطمية” 2 من 2

استكمالاً لمقال الأمس عن الإدارة “البراطمية” أو الشفهية، نشرت صحيفة “الحياة” خبراً يقول إن وزارة التربية والتعليم قررت تسجيل المكالمات الصادرة والواردة إلى إداراتها في المناطق، وقال مدير تعليم المنطقة الشرقية: “إن تركيب أجهزة التسجيل بدأ خلال الأسبوع الجاري في مبنى الإدارة، وسيُعمّم على مراكز الإشراف والأقسام التابعة في المرحلة الأولى”، وأشارت “الحياة” إلى استياء بعض الموظفات في تعليم البنات وتحججهن بخصوصية المرأة، وأن هذا الإجراء يصلح لأقسام الرجال، وفي  تقديري أنه استياء لا مبرر له، بل إنني أراه قراراً حكيماً، إذا ما عُمّم تطبيقه، وأُدير بالصورة المناسبة، لأن ما بين الموظف أو الموظفة وبين الجهة الحكومية هو العمل فقط لا غير، لذلك لستُ أرى فيه انتهاكاً لخصوصية أو شيء من هذا القبيل.
الواقع يقول إن الأقسام النسائية ومدارس البنات في حاجة ماسّة إلى هذه الخطوة، وأتمنى أن تُطبّق بحيث يُعمل بها ابتداءً من الموسم المقبل.
إيجابيات هذه الخطوة الإدارية لا تحصى، أقلها أنها ستحدد المسؤوليات، مَنْ قام بالتوجيه ومَنْ نفذ؟ ومن “طنّش”، والأقسام النسائية ومدارس البنات تعاني من التوجيهات الشفهية التي لا يُعرف لها طرف ولا ذيل، وتضيع فيها قضايا كثيرة، وهي في تعليم البنات بحكم العلاقة الهاتفية الغالبة مع أقسام الرجال أكثر بروزاً، وكنتُ أتوقع أن تطالب بها الأقسام النسائية بدلاً من الاستياء الذي أشار إليه الخبر، إنها لمصلحتكن بالدرجة الأولى ولمصلحة العمل الإداري، لينساب بشكل أفضل وأسرع، ولن تتجاوز الخسائر – إن جاز التعبير – سوى في فَقْد بعض أوقات الثرثرة المجانية! وسنكتشف أنه أصبح بالإمكان الاتصال بهواتف تظل مشغولة أو مشغّلة طوال الدوام الرسمي، في مقابل توقعات بارتفاع كلفة فواتير الجوالات الشخصية، ستنخفض كلفة فواتير الوزارة بشكل ملحوظ، وسيتحدث كل موظف أو موظفة أو موجهة أو مديرة في حدود الحاجة والتسجيل وثيقة تُبيّن الحقائق وتحدد المسؤوليات، والكاتب يعتقد بأن الأقسام النسائية والمدارس يقع عليها بعض الظلم، خذ مثلاً قضية الصيانة وعدم توافر الماء النظيف في بعض المدارس أو طلب الإسعاف… والتعاميم المتأخر إرسالها، لن يكون هناك الرد المكرر، “ما عندنا خبر” أو “ما أحد اتصل علينا!”.
أرجو أن تصرّ وزارة التربية والتعليم على هذه الخطوة وأن تتبعها خطوات وألاّ تلتفت إلى المعارضين، فالهدف واضح، وستتحقق – إذا ما طُبّق القرارُ – نتائج إيجابية غير متوقعة، والأقسام النسائية والموظفات في مقدم المستفيدين.
 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.