الصورة في الأذهان أن وضع مطار الملك خالد “الدولي” في الرياض أفضل من حال مطار الملك عبدالعزيز “الدولي” في جدة، هذه حقيقة، لكن ماذا تتوقع عزيزي القارئ للمستقبل؟ هل يرتفع مستوى مطار الملك عبدالعزيز، أم يتجاوزه مستوى مطار الملك خالد انخفاضاً؟ أنا أتوقع النتيجة الأخيرة! السبب: حال الفوضى والازدحام التي يراها كل من يدخل الصالة الدولية هذه الأيام. إذا أردت أن ترى بأم عينك، بشرط ألا تغش وتُرتِّب واسطة، فاذهب إلى تلك الصالة هذه الأيام لترى العجب العجاب، من البوابة الأمامية لا يمكنك الدخول، ولا الحركة، بسبب الحقائب الضخمة، وعدد عمال التحميل والتحكم. أما التحكم فإن عمالة نقل الحقائب في الواقع هي من يدير الساحة ويتحكم فيها. في زيارة قصيرة لم أجد في تلك الساحة أثناء ذروة العمل مسؤولاً يتابع ويدير، أما الذي يتصبب عرقاً، إضافة إلى المسافرين، فهم رجال الأمن المراقبون للحقائب، جيوش المسافرين والعمالة تحيط بهم من كل جانب، وليس لهم إلا دفعهم هنا وهناك. لا أنسى أن اقترح عليك عدم لبس الثياب، أنصحك بالبنطلون، ويفضل الثوب الباكستاني، لأنه أكثر مرونة. أتوقع أن تستعيد لياقتك، لأنك ستكون مجبراً على ممارسة القفز من فوق الحقائب، وربما البشر! أما الأطفال والنساء فالله يساعدهم، ولا تنس أخذ كمّام أو أكثر ليساعدك على التنفس، وربما وجدت أن أفضل لباس تتسلح به هو الثوب الأردني أو الفلسطيني، شماغ مع بنطلون، ستتمتع ساقاك بشيء من المرونة، وعلى أنفك كمَّام شعبي! ولا تنس أن تضع في ذهنك أنك تمارس نوعاً جديداً من الرياضة، إنها رياضة مطار الملك خالد الدولي! أذكرك – أعزك الله – بأن تقضي حاجتك قبل الخروج من المنزل، حتى لا تضطر إلى دخول دورات المياه في المطار، فيقضى على آخر أمل أو حلم يشع في داخلك عن التطور والرقي.
ضيق الصالات المتوافرة لاستقبال الركاب مع أمتعتهم وتخليص إجراءاتهم، هو الحقيقة الناصعة في مطارنا “الدولي”، الذي يبدو من بعيد شامخاً بطرازه الفريد، ويظهر أننا نقنع بالأسماء “الدولي” يعني “دولي”!
إذا أردت أن ترى قاع القاع، فاذهب خلال رحلاتك إلى دكا أو كولومبو أو جاكرتا، وابحث عن إدارة فلن تجد سوى “شركة” عمال نقل الحقائب “القابضة”! لتتذكر أحوال مطارات دول فقيرة أصبحنا في وضع لا يختلف كثيراً عنها، لتعلم أن معضلتنا الرئيسية هي الإدارة!
ضيق المساحة، مع إدارة محترفة، يمكن أن يخفف العبء على المسافرين والموظفين الذين يعانون الأمَّرين و “يكسرون الخاطر”، فهم مطالبون بالتأكد والمراقبة وسرعة الإنجاز، ولا بد من أن يتم ذلك كله في مكان محشور، مراقبة لصيقة من آثار كأس العالم! أنصحك بقراءة آخر آيات سورة الحشر، حسناً… بعد هذه الصورة المحشورة، هل تراهن على النتيجة التي توقعتها أعلاه؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط