تأملات في التجربة

تفضّل نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإهدائي نسخة من كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية». في الكتاب لمحة مكثفة عن تجربة تحديات التنمية في إمارة دبي، العقبات والإنجازات، وإذا تأملت واقع دبي الإمارة الآن، لا شك سيلفت نظرك حضور جيل جديد من الشباب الإماراتي على مختلف الصعد.
في منتدى «الإعلام العربي 2018»، أدار شبان وشابات الإمارات باقتدار تنظيم فعاليات منتدى هو الأشهر والأكثر استقطابا للإعلاميين، فالثروة الحقيقية هي جيل متعلم يعي الدور المنتظر منه، ويستوعب التحديات المتغيرة. في الكتاب، يرى الشيخ محمد بن راشد أن الأزمات إيجابية «نتعلم منها وتجبرنا على التواضع وتظهر أقوى طاقتنا»، وأن الإنسان الإيجابي يصنع حظه ولا ينتظر الحظ يبتسم له، وبعبارة صريحة يقول: «يقولون إن دبي ابتسم لها الحظ، وتهيأت لها الظروف، وتغيرت الأحوال لمصلحتها، وأنا أقول عندما يريدون التقليل من مجهوداتك فإنهم ينسبون نجاحك للحظ». ثم يقدم نبذة مختصرة عن وضع دبي سابقاً، إمارة صغيرة اقتصادها يقوم على تجارة اللؤلؤ الطبيعي، وبعد اكتشاف اليابانيين لتقنية تصنع اللؤلؤ وجد الناس أنهم بلا عمل وفقد الكثير منهم مصدر الرزق، وكيف عمل والده الشيخ راشد بدأب ونظرة استشراف بعيدة على مواجهة الأزمة ليواصل الشيخ محمد السير على دربه فتتحول دبي إلى مركز حيوي للتجارة العالمية يجمع بين الشرق والغرب. تميزت الإدارة في دبي بالأسبقية. إنها تسبق بخطوات وتبحث عن الجديد. وعن السعادة، فلا شك في أن حديث الحكومات عن السعادة أمر مستغرب، والشيخ في كتابه يستغرب استغراب البعض من هذا الحديث، وسبب استغراب البعض هو دور الحكومات الذي عرفوه وخبروه منذ ولادتهم، فلا يتوقعون تغيّر هذا الدور، فهو دور المتحكم، لكن للشيخ محمد في هذا طموح وتحدٍ يختصره بهذه العبارة البليغة «وظيفة الحكومة تمكين الناس وليس التمكن منهم».
«دبي الحاضر» شاهدة على الريادة الإدارية للشيخ محمد بن راشد، وإذا استطاعت الحكومات إشاعة وزراعة الرضا في وجدان المواطنين لتكون المساعدة والإرشاد والتمكين هدفها وصلب تعامل موظفيها مع مواطنيها، فهي من دون شك ستوفر الأمل وتحفز على العمل بسعادة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.