هناك تصريحات فيها من الطرافة السوداء والبيضاء ما فيها. ولكثرتها أحفظ جزءاً منها ثم أنساها مع ازدحام “طريف” نشكو منه، إلا أن طرافة بعضها تجبر الكاتب على تقديمها، منها ما جاء في تصريح لرئيس الغرفة التجارية في جدة الأستاذ صالح التركي لصحيفة “الوطن”، انقل لكم الجزء الطريف منه: “شدد التركي على أنه يجب النظر مستقبلاً لمدينة جدة على أنها الشريط الساحلي الممتد لأكثر من 300 كلم من السواحل البحرية الرائعة، التي تقع ما بين مركز ثول شمالاً وحتى محافظة الليث جنوباً، حيث سيتم ضم كل من الليث وثول في “مهرجان جدة غير” العام المقبل، لتنظيم فعاليات المهرجان، نظراً لما تتمتع به محافظة الليث من مقومات سياحية تساعد على التنشيط السياحي” انتهى.
الطريف في التصريح أن محافظة الليث ومراكزها من أفقر المناطق بالسعودية، ولا اذكر أن غرفة جدة وهي “معقل التجار” تحركت عندما أثرت قضايا الفقر في “جدة الممتدة إلى الساحل”، ففي الليث تجد كل أنواع الفقر، الفقر المدقع والفقر الموجع والفقر “المخرع وشقيقه المروع”، التصريح ذكر “الشواطئ الرائعة” التي هي من مقومات السياحة، ولم يأت على ذكر لسكان المحافظة وأحوالهم المتردية، بعضهم لم ينعم بالكهرباء حتى الآن، وبعض آخر لم يرها إلا في أواسط هذا الصيف.
ويمكن لك عزيزي القارئ تخيل فعاليات “مهرجان جدة غير” العام المقبل. أول بند أقترحه هو تغيير اسم المهرجان ليصبح “مهرجان جدة غير… الليث”! فيأتي المصطافون والسياح والمتذمرون من الأقساط، ليروا أنهم في نعيم، مقارنة بأحوال أهالي الشواطئ الرائعة المسكوت عنهم. لكن ماذا تتوقع أن يعمل أهالي الليث في فعاليات مهرجان “جدة غير… الليث”؟ لن يستطيع احد منهم المشاركة لضيق ذات اليد مع أسعار السياحة اللاسعة، ثم أن “مناظر العشش والصنادق” خلافاً لمناظر الشواطئ الرائعة، لن تكون “معبرة” عن استراتيجية السياحة الداخلية، بل قد تقدم صورة “غير حقيقية”! عن أوضاع البلاد الاقتصادية لسياح قدموا من الخارج، ونحن حريصون على صورتنا في الخارج بعكس الداخل!
ربما لن يكون هناك حل سوى “التسوير”!، والمشكلة التي لم أجد لها حلاً هي: هل يتم تسوير المراكز الفقيرة بسكانها أم تسور فعاليات مهرجان “جدة غير… الليث” على الشواطئ الرائعة؟ هنا أقترح تشكيل “لجنة التستير”!
في جانب أهم يخص بعض سكان محافظة الليث الأشد فقراً وغرفة تجارة جدة معنية بهم، صدر قرار من وزارة الزراعة بمنع الاحتطاب و”التفحيم”، أي صناعة الفحم. وحددت تاريخاً قريباً لتنفيذ القرار، بل انها طالبت تجار الحطب والفحم بسرعة بيع المخزون لديهم، واعلم أن كثيراً من فقراء الليث يعملون في الفحم، وهو مصدر رزقهم الوحيد، ووزارة الزراعة لم تتطرق لأوضاعهم في قرارها ذاك… جرياً على العادة! فهل تضمهم غرفة جدة لفعاليات مهرجان “جدة غير… الليث”؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط