عنصرية على الفضاء!

تحولت قضية نقاش “فضائية”! عن حكم المرتد في الإسلام على قناة “إل بي سي” اللبنانية وفي برنامج “أنت والحدث” إلى تراشق طاول المجتمعات والدول وحتى الصحراء الهادئة، ولم يسلم السعوديون مواطنين ودولة ومجتمعاً من ذلك… كالعادة، وحُشرت “الوهابية” في الأمر، والبرنامج لمن لم يشاهده استضاف ثلاثة أخوة من مصر، هم الشيخ يوسف البدري، والدكتور طارق حجي الذي له رأي خاص في حكم المرتد، والثالث مايكل منير، وأس الخلل جاء منذ البداية، إذ لم تحرك المذيعة ساكناً لإطفاء أصل الشرارة “الخبيثة” المتعمدة عندما سمحت لمسؤول في جمعية للأقباط في الولايات المتحدة، وهو مايكل منير بأن يحشر “الوهابية” بين كل كلمتين يقولهما، على رغم أن الحديث والنقاش كان عن الشاب المصري محمد حجازي، الذي نُشر انه ارتد عن الإسلام ويريد الدخول في الديانة المسيحية. ثم جاءت ثانية الأثافي من الدكتور محمد النجيمي، الذي اتصل وليته لم يتصل، إذ لم يوفق في انتقاء المفردات ولا الأسلوب لشرح وجهة نظره المخالفة لوجهة نظر طارق حجي، واستمرت المذيعة في الخطأ فلم تلملم “الحوار”.
أما ثالثة الأثافي التي نسفت الحلقة، فجاءت من الدكتور طارق حجي، إذ انقلب رأساً على عقب، فاختفى الدكتور الرزين “الهادئ إلى حين”، ليبدأ في كيل التهم للدولة السعودية والمجتمع الصحراوي واناسه، ففاض ما كان مخبأ في نفسه “العلمية” على الفضائية المباشرة، بل استغرب من “فضائية لبنانية” أن تستقبل مشاركة من آهل الصحراء! وأغمض الدكتور طارق عينيه حتى عن توقيت برنامج القناة الذي يحدد بتوقيت الصحراء! واستطاع مايكل منير أن يحول قضية مرتد مصري عن الإسلام، إلى قضية “مصرية – سعودية” مع صمت المذيعة!
ولعل من المضحك ذلك السؤال “التصويتي” الذي طرحه البرنامج على العامة، هل تؤيد الحكم على المرتد؟ طرح ذلك السؤال بتلك الصيغة يعبر عن مستوى إعداد البرنامج، فهو سؤال لا يصح أصلاً، إضافة إلى انه يطرح على غير مختصين، ويبدو أن فعاليات التصويت الانتخابي في لبنان قد أثرت في إعداد البرنامج، وقد أشار الشيخ يوسف البدري إلى ذلك، إلا أن المذيعة لم تتوقف عند إشارته، فهي غير مهمة في نظرها، لأنها ستنسف جزءاً مهما من البرنامج! وللأمانة كان الشيخ البدري موفقاً في تبيان الحجة بهدوء وروية، والسؤال ما فائدة طرح هذه القضايا مع عدم قدرة جيدة على ادارتها وضبطها؟ وهل “انبسط” أهل البرنامج بعد نهايته؟
واشكر الدكتور العزيز خالد الدخيل، الذي اتصل ليحتج على عنصرية دكتور طارق حجي. وأقول له صبراً يا خالد، فقد عهدنا مثل ذلك من غيره، وهو ما يزيد من علمنا لنراجع أنفسنا أكثر فأكثر، والله المستعان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.