يلخص لك سائق الليموزين الآسيوي المشكلة المرورية قائلاً «هفريات!»، يقصد الـ«حفريات» في كل مكان، ثم يضيف مستغرباً كيف يتم الحفر لمعظم الشوارع والطرقات الرئيسة دفعة واحدة! السائق كان في الأساس «بناء حجر» لكنه انصرف عن هذه المهنة لقيادة سيارة أجرة، تتيح الأخيرة في بلادنا حرية أكبر في العمل والدخل، مع الفوضى التي تديرها وزارة النقل وتعرفها جيداً.
ومن استقراء آراء بعض سائقي سيارات الأجرة المتجولين كل النهار يومياً، اتضح أن «ساهر» في المدينة لم يعد ذلك المخيف، وصفه أحدهم بالجوعان، والسبب أن الحفريات والتحويلات المتناثرة المتكاثرة لم تعد تتيح فرصة «مناسبة» للسرعة، ليفقد «ساهر» أهم بل وكل قيمته تقريباً، يضاف إلى هذا ازدحام وتزايد عدد السيارات كل يوم، لهذا رأينا تحركاً من الساهر محاولاً تحديث نقاط متحركة للرصد.
هل السلامة والاهتمام بها والعمل على توفر وسائلها كما يجب حاضرة هنا، للأسف أو كل هذا الأمر للمقاول وبحسب ذمته، وهي ذمة مرتبطة بالكلفة والتعاقد من الباطن. آليات ثقيلة تعمل وتتنقل في الظلام من دون أنوار وصبات خرسانية يجب أن تضعها في الحسبان وأنت لا تراها، أعتقد أنه علينا محاولة الاستفادة من خرائط غوغل ليس للعناوين ومواقع الشوارع، بل لمواقع الصبات الخراسانية والحفريات لتحديث تطوراتها وتنقلاتها، فهي تنتقل كما نتنقل نحن، أصبحت مع التحويلات الإجبارية من المفاجآت غير السعيدة التي تصدمنا كل يوم.