تم إنشاء هيئات لحماية حقوق الإنسان في السعودية، الهيئة الأهلية بدأت عملها مع زخم إعلامي كبير، وكلنا نتذكر تقاريرها حول أوضاع السجناء والسجون، والهيئة الحكومية على وشك البدء في العمل، هذا أمر طيب وجيد، وهو يطرح سؤالاً يقول: هل ستتوقف حماية حقوق الإنسان عند هذا الحد؟ أقصد حد إنشاء أجهزة أهلية وحكومية يناط بها هذا الأمر؟ في مثل هذا الوضع هل يمكن لنا أن نحقق الهدف، لا يجوز أن ننسى أن كرامة الإنسان حفظها أصلاً خالقه الكريم، وبيّن ذلك في كتابة العظيم، وأن الانتهاكات التي حصلت وتحصل في المقام الأول لا ترضي الله تعالى، وبالتالي، فإن معالجتها هي من أولوياتنا… ألسنا مجتمعاً إسلامياً؟! فلماذا لا تظهر أدبيات الإسلام وشرائعه الواضحة في تعاملاتنا بعضنا مع بعض؟! الأمر الذي أتوجس منه، هو أن تتحول تلك الهيئات إلى جهات تعقيب في الإدارات الحكومية الأخرى، التي تتعامل مباشرة مع الجمهور، ونبقى في دائرة تلك القضية وذلك الحدث، في مثل هذه الحال لن نتقدم خطوة واحدة، الحقيقة على أرض واقعنا تقول ان مفهوم حقوق الإنسان غير واضح، بل إنه لغز لدى البعض، في أذهانهم هو موجود نظرياً في الندوات والمؤتمرات والبيانات الصحافية، لكن حقيقة أن كل إنسان أمامك له حقوق مصونة لا يجوز التعدي عليها ولا انتهاكها، لم تصل للميدان ولا للعاملين فيه، والإعلام يذكر بعض الحوادث، وربما ما خفي تحت السطح أكبر، وعندما يحصل التعدي على كرامة الفرد، من ممثلين لجهات حكومية وظيفتها الحماية والأمن والحفاظ على النظام والأدب، تصبح المصيبة أعظم.
مثل هذه الحوادث تحصل في مجتمعنا، وهي ليست نادرة، وهو ما يقودني إلى المطالبة بتوعية معمقة ومركزة، لأفراد كل الجهات التي تتعامل مع الجمهور، سواء أكانت عسكرية أو مدنية، وسواء أكان تعاملها ذلك ميدانياً أو مكتبياً، هذا الإنسان الماثل أمامك، أو حتى ذاك الذي تتعقبه مشتبهاً به أو “مشبهاً” عليه، له حقوق تجب صيانتها وأن تعطى الأولوية، واستخدام الأيدي والأقدام والإهانة بالكلام يجب أن يتوقف، وهو في المقام الأول يسيء لسمعة الأجهزة والحكومة والمجتمع، فضلاً عن أنها انتهاك لحقوق فرد استضعفه البعض، وتفشيها يشير إلى سوء استخدام للسلطة، وأن قيمة الإنسان في خبر كان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط