قبل أسر الجنديين الصهيونيين من حزب الله في لبنان، وفي طيات بيان المجلس الوزاري السعودي، الذي عقد أمس “الاثنين”، تم تحذير من “أن المناورات السياسية الآنية التي تخدم المصالح الذاتية لا تفيد أحداً” هذا التحذير كان مرتبطاً بحسب البيان، بالأوضاع في فلسطين المحتلة، البيان لم يغفل حذره من النتائج عندما طالب بـ “عدم إتاحة الفرصة أمام السياسة الإسرائيلية، التي ترمي إلى فرض الهيمنة والأمر الواقع والحلول من طرف واحد”.
تساءل البعض وقتها عن المقصود بالمناورات السياسية؟ من هذا المنطلق أفهم البيان السعودي اللاحق الممزوج بالمرارة، الذي حمّل فيه النتائج الأطراف التي أوجدت الذريعة لإسرائيل.
وأتخيل أن ذلك البيان، الذي استخدمته بعض الأطراف في الرقص الإعلامي، ليس سوى نتيجة لجهود خلف الكواليس، لم تحقق النتائج المرجوة، المنصف لا يستطيع مجرد التشكيك في مواقف السعودية منذ تأسيسها، ودعمها غير المحدود وغير المشروط لكل قضية عربية وإسلامية، ولا يمكن لأي عاقل مجرد التفكير في مواقف ثابتة مدعومة بأفعال على الأرض.
هذا من الأمور البديهية لكل متابع… حسناً في أي مرحلة نحن؟ نتيجة لتلك المواقف طوال عقود، تراكم للسعودية رصيد مهم وحضور قوي وتأثير كبير في القضايا العربية والإسلامية، فهل من المعقول أن نجازف بهذا الرصيد أو بجزء منه، ونقدم كل تلك الجهود على طبق من ذهب للآخرين، فيتمكنوا أكثر فأكثر من تحقيق أهدافهم، ونقل معاركهم بعيداً عن أراضيهم إلى الساحة العربية في لبنان وفلسطين، كما تم في العراق؟! هل يمكن أن نستفيد مما حدث ويحدث في العراق، الذي سلمته الولايات المتحدة لإيران عياناً وبياناً؟ أقول هذا مطالباً بتجاوز اللوم والسجال الذي أراه هنا وهناك، ولنتعامل مع الواقع الجديد في لبنان، وفيما أنا أفكر في ذلك أرى في شريط الأخبار على قناة فضائية أمراً لخادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بدعم مالي للحكومة اللبنانية، ليوضح للجميع أن السعودية ثابتة على مواقفها بالأفعال وليس بتصريحات الدعم والصمود، لبنان الآن يعيش أزمة إنسانية خانقة، إيقاف الإرهاب الإسرائيلي يجب أن يعطى الأولوية، أما السجال الإعلامي، فلن يستفيد منه سوى الأعداء، ما يجب الحذر منه هو ألا يتكرر في لبنان ما حدث في العراق.
لعل من المدهش أن تطالب حكومة الدولة الصهيونية بتطبيق قرار للأمم المتحدة، آمل ألا أفهم خطأ، أنا مع لبنان في محنته، ومع بسط الدولة اللبنانية لسيطرتها الفعلية على كل شبر، ومع قيادة واحدة لهذه الدولة الشقيقة، لكن المدهش أن من ضرب بعرض الحائط، طوال نصف قرن كامل قرارات الأمم المتحدة، يطالب بتطبيق قرار واحد، فلماذا لا نطالب بتطبيق كل القرارات الدولية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط