لبنان واحد

الشعار الذي يجب أن يعلنه اللبنانيون هو “لبنان واحد”، تقطيع الأوصال الذي يمارسه الإرهاب الإسرائيلي في كل لحظة هو مقدمة للتفتيت والتجزئة، تحلّل الدولة اللبنانية هو الهدف الإسرائيلي، والضوء الأميركي الأخضر الممتد هو المباركة على المشروع. وذروة السخرية منا ومن الأمم المتحدة تأتي عندما يتحدث مندوب الصهاينة في هيئة الأمم عن السلع بدلاً من القذائف! إنه لا يخجل من قول ذلك وقاذفات بلاده لا تترك حجراً على حجر، كأنه يريد نصيباً لشركاته كما حصلت الشركات الأميركية على نصيب الأسد من دمار العراق.
ماذا يمكنك أن تتوقع من مجتمع يدفع أطفاله إلى كتابة رسائل الحقد على القذائف الموجهة لقتل أطفال لبنان، بل ويوزع الصور على وكالات الأنباء! هل هذا مجتمع سوي يمكن التعايش معه؟ ماذا تقول عن مجتمع يمنع السكان العرب في فلسطين المحتلة من دخول الملاجئ فهي خصصت لليهود، ويقال عنه مجتمع ديموقراطي؟! هذا المجتمع الذي قام على عقيدة الكراهية والقتل والهيمنة، هل يمكن للضعفاء من حوله التعايش معه؟ ليس هناك من مجال إلا تعايش العبيد مع الأسياد!
راهن العرب كثيراً على الرأي العام العالمي ولم يحصلوا سوى على مظاهرات وتجمعات متعاطفة صارخة لم تُغيّر وِجهة سياسة دولة واحدة.
وراهن العرب على الشرعية الدولية فغصّت مكاتبها بالقرارات والإدانات الكثيرة، وطوال نصف قرن لم تتمكن هذه الشرعية من جعلها أمراً واقعاً.
وراهن العرب على “حكمة” السياسة الأميركية فلم يحصلوا سوى على تهم بالإرهاب وتشجيع الكراهية، وها هما أمامنا الآن، الإرهاب والكراهية، حياً على الهواء بدعم الحكومة الأميركية، والحقيقة تقول إنه عندما يكون الإرهاب والمجازر ضد العرب تسميهما أميركا دفاعاً عن النفس، لا مكان للأطفال والمدنيين والمنشآت المدنية في بلاط السياسة الأميركية ما دامت عربية.
يخطئ العرب كثيراً في استمرارهم في المراهنة على اتجاهات السياسة الأميركية، إن من المقامرة البحث عن عقل وحكمة إنسانية أو شرعية في هذه السياسة، اللهم إلا شريعة الغاب، فهي أعلنت عن نفسها مرات عدة، مرات بـ “الفيتو”، ومراراً بالدعم اللا محدود للكيان الصهيوني.
تعلن الدولة الصهيونية باعتدائها على لبنان عن محور الشر الحقيقي.
وسواء أكانت حرباً بالوكالة أم بالأصالة، فإن اللافت وبصيص الأمل هو وقوف اللبنانيين صفاً واحداً.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.