حل العقبات والمشكلات لن يأتي إلا من خلال طرح أفكار جديدة، قد تبدو للوهلة الأولى أفكاراً بسيطة، ومع ذلك ربما تكون في طياتها نتائج كبيرة بعيدة المدى والتأثير.
ومنذ فترة قرأت تحقيقاً في جريدة “الرياض”، عن تجربة قامت بها إدارة التربية والتعليم “بنات” في محافظة الأحساء، هذه الإدارة وظفت عدداً من النساء السعوديات للقيام بأعمال الصيانة في مدارس البنات، نجارة، سباكة، كهرباء… الخ، واستحدثت شعبة للصيانة تعمل فيها نساء سعوديات، ومعلوم أن أحوال مدارس البنات من حيث الصيانة تخضع لتدابير خاصة، تسمح للعمالة بالدخول لإجراء الصيانة خارج أوقات الدراسة، ومعلوم أن ذلك يحتاج إلى تنسيق عال ودراية وجهود مكلفة، لا تتوافر في غالب الأحوال، ما يمنع تحقيق الغرض بالصورة المناسبة.
تعليم البنات في محافظة الأحساء، بحسب الأخبار، قام بتجربة، ومن الواضح أنها تجربة ناجحة، وتأتي صحيفة “الحياة” يوم الأربعاء الماضي لتشير في تقرير صحافي إلى أن وزارة التربية تعتزم إسناد مهام الصيانة في نحو 14 ألف مدرسة بنات إلى عناصر نسائية، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، أعتقد أنها تجربة رائدة، فبدلاً من التقوقع على أوضاع قديمة والقبول بها والركون إليها، تتقدم الوزارة خطوة إلى الأمام بطرح أفكار جديدة، تحقق الفائدة على أكثر من صعيد، هذه الفكرة لا تساعد فقط في توظيف سعوديات، وهو أمر بالغ الأهمية، بل إنها تسهم في حل مشكلات ومعضلات تعاني منها مدارس البنات، سواء في الصيانة أو سلامة مئات البنات والمعلمات داخل أسوار المدارس، وفي الوقت الذي أتمنى أن تحقق التجربة على مستوى مدارس البنات كافة النجاح، يجب الحذر مما قد يقوم به المتضررون من فقدان عقود وتعهدات، من تنغيص وتهويش محتملين، وربما يتقدمون خطوة ويقترحون استقدام عاملات أجنبيات للقيام بالصيانة! هنا… على الوزارة القيام بإنجاح التجربة في شكل تدريجي، وبحسب ما يتوافر من مخرجات الدورات التدريبية، حتى لا يختلط الأمر.
ولست أعلم من بدأ بالفكرة على ارض الواقع، لأعبر له عن الشكر على هذا الإجراء البسيط شكلاً الكبير مضموناً، إلا أنني أتوقف عندها لأقدم التقدير للوزير ونائب الوزير ومدير تعليم البنات في الأحساء، وللسعوديات المقبلات على هذه الأعمال المشرفة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط