هي مباركة خاصة بالسعوديين، لأن حدهم الأعلى عند الجهات الحكومية المكلفة بحمايتهم من الاستغلال لا يتعدى.. “سهماً أو سهمين”، كأن هذه الجهات تردد أغنية قديمة تقول: “لك سهم في سهم في سهمين..”، لذا أقترح أن يُعتمد نشيداً رسمياً للتخصيص. أما علاوات الإصدار “كاملة الدسم” فهو يدفعها كجزء من واجبه الوطني تجاه إخوته المؤسسين السعوديين، وشركائهم من الدول الشقيقة والصديقة، حتى تصنف شركاتهم من ضمن الشركات “المتغطية”، ويتم تأهيلهم للدخول في قائمة أثرياء العالم.
توقفت طويلاً عند حالة “الجبر” التي أُخضع لها المواطن. كمية قليلة من الأسهم للأكثرية، والكمية العظمى للأقلية! هذا التوقف خرجت منه بنتيجة قد تكون هي سبب “استراتيجية” الطرح وعلاوات الإصدار. أذكرها لاحقاً. وتسأل مذيعة فضائية دكتوراً في الاقتصاد عن سبب إقبال السعوديين على الاكتتابات، على رغم النسبة الضئيلة المخصصة لهم. فيصاب بالحيرة. ومعها كل الحق، فماذا يشكل سهم أو سهمان لمواطن؟ “قيمة الليموزين ربما”. إلا أنها تشكل فرصة العمر للمؤسسين، والفرصة التي لا يجود الزمان بمثلها، ونحن “نحكي” عن طفرة اقتصادية. والحقيقة أننا نعيش طفرة ،”طفّرت” الصغار، ولحست ما في جيوبهم، وسببت تضخماً نقدياً في جيوب قلة من المقتدرين، لذلك فهي طفرة تم “تخصيصها” للأثرياء من أصحاب الشركات “المسدوحة” والمطروحة.
تستغرب المذيعة الفضائية، لأنها لا تعلم أنه “ليس في هذا البلد إلا هذا الولد”، قنوات الاستثمار.. للصغار معطلة أو شبه مسدودة.. بستين دودة!، والمواطن يردد “خشمك.. خشمك ولو كان أعوج”، ولسان حاله يهذي “قال وش حدك على المر قال اللّي أمرّ منه”، وصاحب الموافقة على الطرح والعلاوة “ما جاب خبر”، كأنه يقول “أي صغار أنا ما أشوف إلا كبار”.
“لك سهم في سهم في سهمين”..الشطر الثاني لنشيد الاكتتابات يفسر الحال فيقول: “لك سهم زايد على أخوانك”، فهو “يطرح” ويحصل على “زائد”، لأنه يحظى بأهمية خاصة على إخوانه!
السلطات المختصة في الكويت أوقفت قبول طلبات الشركات التي تخطط للتحول إلى مساهمة! للعلم قبل فترة حذر محلل مالي سعودي في محاضرة في الإمارات من تزايد عدد المطروح من الشركات خلال فترة قصيرة، وأثرها على السيولة. وجد التحذير صدى هناك. ولم يُحدث أثراً في السوق السعودية، بل ازداد الولع بعلاوات الإصدار، ونسبة الـ30 في المئة.
أعود إلى سبب “لك سهم في سهم في سهمين”، يظهر لي، والله أعلم، أن القائمين على سياسة طرح الاكتتابات لديهم استراتيجية لِحضّ المواطن على إكثار النسل. فهبوا – رعاكم الله – و “أترسوا” دفاتركم العائلية، “وثنّوا..وثلّثوا وربّعوا”، لعل رائحة ربيع التخصيص تصل إلى أنوفكم بدلاً من غبار طلبات الاكتتاب.
أما الموافقة على علاوات الإصدار المبالغ فيها فهدفها “توعية” صغار المساهمين و”إرشادهم” إلى أسرع الطرق للثراء المريح.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط