يختلف الناس في نطق اختصار مؤشر سوق الأسهم السعودي TASI، “فبعضهم يسميه “تايسي” أو “تاسي”، وكأنه “تاكسي”، في حين أنه أقرب إلى “الليموزين”، أجارنا الله وإياكم من أخطاره. وبعضهم يدلَّعه بتسميته “تيسي”، وفي المخيلة وجبة مندي أو مظبي، وهي وجبة مشكوك في سلامتها الغذائية، تذكّرك بالمطعم الذي كتبتُ عنه في مقال “حكاكة المراقبين”، وقيل لي أنه سيتم أو تم تغيير اسمه إلى “ساسي”، وهو أبعد ما يكون عن “الساس” أي الأساس. ففي هذه السوق لا يسلم حتى من يمشي “جنب الساس”، هو في الحقيقة ومن تعامله مع المتداولين، خصوصاً صغار المأكولين ممن “فصفصت” عظامهم أقرب إلى الملاكم “تايسون” في عز مجده. من لم يحصل على خبطة قوية على الأنف حصل على قضمة أذن ودماء تسيل.
سعد أحد أصدقائي أطلقت عليه حديثاً اسم “سعد تشارت”، بعد أن اتصل ليخبرني أنه درس “التشارتات”، أي التحليل الفني من خلال الرسوم البيانية، وأصبح “باخصاً” بها بعد دورة على يد هامور “متعافي”، وليؤكد لي أنه تجاوز استراتيجية “مع الخيل يا شقرا”! قام بتحديد نقاط الدعم والمقاومة، وأول ما سمعت كلمة “مقاومة” خفت عليه وأصابتني رعشة، خفت على “سعد” أن يُتَّهَم بالإرهاب وهو يتلفظ بكلمة “المقاومة”، حيث قلب الأميركان والبريطانيون المعاني والدلالات، مدعومين بحملة المباخر ممن أطلق عليهم البعض”المارينز العرب”، فأصابوا كبد الحقيقة، إذ وافقتهم التسمية مثلما “وافق شن طبقه”.
قلت لسعد لنطلق عليها اسماً آخر “بلاشي مقاومة” وأخبرنا عن “الدعم”! لكنه كعادة بعض “المحلحلين” الماليين الفضائيين منهم وجماعة “الإنترنت” انطلق” سعد تشارت” مثل رشاش ذخيرته الكلام. وأخبرني بأن الرسم البياني لسوق المال قد كَوّن شكل “كوب” وباقي “العروة”! قلت له إن الكوب بلا عروة لا قيمة له، لأن الربح “ساخن”، وكوب بلا عروة سيحرق الأصابع، ونصحته بأن يشتري عروة، ويلصقها في الكوب، لعله يحقق بعض الربح. ضاحكاً رد “سعد تشارت” وهو يقول إن “العروة” موجودة، فلديه خبر خطير لم يعلن عنه بعد، يتعلق بالشركة الفلانية، واستغربتُ، فأنا أعلم أن “سعد تشارت” ليس عضواً في مجلس إدارة في تلك الشركة، ولا في شركة مساهمة أخرى، لو قلنا إن في الأمر “مقايضة”! ولا يقرب له عضو، ولا حتى رئيس قسم في شركة مساهمة، حتى يحصل على الأخبار قبل أن تؤكل ثم تنشر للصغار كما جرت العادة. وصرت أسرد الإشاعات المنتشرة، وهو يرد بالنفي، وبأن الخبر الذي لديه مختلف، ولن يخبرني عنه إلا “بعدين”، وليس هناك من فائدة بعد “أعلمك بعدين”، لذلك أنهيت المكالمة قائلاً: “أكلمك بعدين”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط