“تيسنا”

أوضحت في مقال “تيسكم”، اختلاف نطق اسم مؤشر السوق المالية السعودية بين المهتمين. وحتى لا يبحث بعضهم عن “تيسهم في الحوش”، عدلت العنوان ليصبح “تيسنا”، فهو كما يفترض سوق لنا جميعاً، مهما كان نطق اسمه مختلفاً “تيسكم أو تيسي أو تايسي”، بحكم أصله الانكليزي، وأعلم أن بعضهم لم يحصل من هذا “التيس” سوى على جلد نفخته الشمس، فأصبحت رائحته لا تطاق. لكني أعلم أيضاً أن بعضاً قليلاً “عيّنوا خير”، وحتى “تعيّن” خيراً لا بد من أن “تعاين زين”. من هنا نعرف فراسة ابن الصحراء حينما يسألك بلهجته البدوية قائلاً “أنت عيّنت الماخوذ”، وقد يفهم البعيد عن الصحراء السؤال بالخطأ، فيعتقد أنه مدير عام، والسائل يطلب منه “تعيين الماخوذ” في وظيفة!، و”الماخوذ”، أي ما أُخِذَ، اسم مفصل مع “كبك” وياقة عريضة و “قيطان” على سوق المال.
أعود إلى الصديق “سعد تشارت”، المصرّ على الاحتفاظ بالخبر، على رغم أنه خبر!، فبعد نقاش طويل سألته عن الرؤية المستقبلية للسوق السعودية، فكان جوابه بليغاً “إذا لم يحصل جني أرباح فهو سيرتفع!”، وحينما اعترضت، ذكّرني بكوكبة ممن تصفهم القنوات الفضائية بالمحللين والاقتصاديين، قائلاً إن بعضهم مثل “شريطي” السيارات لا تستطيع أن تأخذ منه علماً.
وأترك “سعد تشارت” مع كوبه “المقطوم” إلى حين، لأشكر هيئة السوق المالية على قرارها الخاص بمعايير إعلانات الشركات، كان هذا الأمر مما كتبتُ عنه كثيراً إلى درجة أصابتني مع بعض القراء بالملل، ولم تكن إدارة “السوق” السابقة تعير اهتماماً يذكر، “فردحتْ” الشركات بالإعلانات ونفيها والتلاعب بها وبأموال الناس فترة طويلة، وكان الميدان موقع “تداول” الرسمي.
لكن قرار “الهيئة” الأخير على وجاهته وحاجة السوق الماسّة إليه، وُلد ناقصاً!، فهو لا يشير إلى عقوبات على الإطلاق. فما هي الجزاءات التي ستطبق على الشركات وإداراتها إذا لم تلتزم بهذا النظام؟ أم أنه سيصبح نظاماً آخر من دون وسائل ردع، ونحن أكثر من يردد “من أمن العقوبة أساء الأدب”.
وعلى هيئة السوق المالية أن تظهر بالسرعة المناسبة لتوقف الإشاعات عند حدها، وآخرها شائعة تقسيم “السوق” إلى سوقين: رئيسية وثانوية، في الأخير سيتم وضع الشركات الخاسرة، هذا ما تقوله الإشاعة، وهو يعني “تشريع التخسير!”، وتوفير فرصة للاستمرار في التلاعب بأموال الناس، والأجدى أن تُعْطَى الشركات الخاسرة مهلة زمنية محددة، معلنة، وإذا لم تصلح أوضاعها تُستبعَد من السوق. أما السوق الثانوية فتكون للشركات الجديدة، تحت التشغيل، والتي طُرِحت أخيراً، ليكون حافزاً لها لتتقدم إلى الأمام فيتم ضمها إلى السوق الرئيسية مكافأة لها. هذه آراء خبراء أثق بهم… فهل نرى تفاعلاً من الهيئة أم ألجأ إلى “سعد تشارت”؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.