“الشقيقة” والأشقاء

أخوة وأخوات من سورية، بعضهم يعمل في السعودية، أرسلوا إلى هذه الزاوية يعلّقون على ما تطرقتُ إليه في عدد من المقالات، عما يحدث موسمياً لسياح سعوديين في سورية. ومن حقهم أن يُدْلُوا بآرائهم، سواء أذكروا أسماءً، مثل أبي عبدالرحمن، نوار محمد، أم اكتفوا بالرسائل من دون اسم، وهو الغالب. أيضاً وصلتني رسائل من مواقع المعارضة السورية، حاوية معلومات وأخباراً لا تتداولها الصحف.
والقصة تتكرر. لذلك أقول للإخوة والأخوات الذين وصفوا الموقع أدناه “بالحاقد على سورية”!، واتهمني بعضهم بالمساس بالشعب السوري والتعميم، أقول لهم: هداني الله تعالى وإياهم، إنه لا توجد في قلبي ذرة حقد، لا لسورية ولا لغيرها. إذا كان هناك من كراهية في قلبي، فأنا أدّخرها لشارون وعصابته. وأمقت الظلم مهما كانت جنسيته، ثم إن من يتمعن في ما كتبتُ يرى عدم التطرق للشعب السوري لا من القريب ولا البعيد. الجميع يعلم أن لا مجتمع ملائكة على الأرض، وأنّ في كل مجتمع الصالحَ والطالحَ، لكن إذا كان للسلطات المعنية بحفظ الأمن للجميع، مثل الشرط وما في حكمها، دورٌ في الظلم والابتزاز، فهنا تقع الكارثة. والقضية – أيها الأعزَّاء – ليست في لوحة في المطار مخصصة “للعرب والسوريين”، فهي تمييز شكلي، بل قد يكون “توريطاً” يقف على بابه من يسترزق بالتسلط، مثلما أنها ليست في الشعارات” أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”. القضية في التعامل، وحفظ الحقوق، وردع من يسيء استخدام السلطة، خصوصاً ضد الزائرين الذين تعيش سفاراتهم قيلولة عميقة.
وأسأل الإخوة الأعزاء: لنتصور أن سياسياً عربياً قال في القيادة السورية ما قاله الرئيس بشار الأسد في خطابه الشهير، ماذا سيحدث للمواطنين من جنسية ذلك السياسي الزائرين لسورية؟! هل سيُحْشَرون على الحدود مثلما فعل غيرهم في يوم من الأيام؟ فهل رأيتم أنتم يا من تستقرّون في السعودية والخليج أي تغيير في التعامل بعد أن قال الرئيس بشار تلك الكلمات التي قالت لصاحبها دعني؟ بالتأكيد لم يتغير شيء. أقول هذا عن دراية، ثم إن “زبدة الكلام” في المقالات السالفة الذكر موجهة إلى وزارة الخارجية السعودية المشرفة على سفارات خادم الحرمين الشريفين، فما الذي يزعجكم؟ صورة بلدكم؟ إذاً، اعملوا على إصلاحها من الداخل، وأرسلوا مثل تلك الرسائل إلى المسؤولين السوريين! “زبدة الكلام” هي للسلطات السعودية حتى تنفض الغبار وتصلح ما طال اعوجاجه. لقد سَئِمَ المواطن هذا الوضع، وإذا أراد مسؤول غيور في وزارة الخارجية أن يطّلع على “كَمٍّ” من الرسائل عن أوضاع السفارات، و “صورتها” لدى المواطن السعودي، فما عليه سوى تكليف أصغر موظف بإرسال خطاب بذلك، والله المستعان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.