كان ولبنان و… جازان

هناك رسائل ملكية عميقة المعاني، كريمة الأهداف، تحض على العمل لخدمة المواطن وتحقيق طموحاته، سأذكّر، لأن الذكرى تنفع المؤمنين، بعضاً منها، لنرى هل استقبلت هذه الرسائل بالشكل الصحيح لتصبح برنامج عمل للجهات المعنية؟
من ينسى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان ولياً للعهد، عاد مسرعاً من سفره مباشرة من كان إلى جازان، عندما ألم المصاب بهذا الجزء العزيز من الوطن، وحضر أصحاب المعالي الوزراء وعُقِد اجتماع لهم في المنطقة، لنا الحق أن نسأل بعد سنوات، ماذا تم في حل القضايا التي تعاني منها جازان، أليس هناك من حل جذري لمشكلة الأوبئة ومداهمة السيول الموسمية للمنازل، هل جفت الأفكار؟
من ينسى خطاب الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجلس الشورى، بما احتواه من آمال وطموحات، بل من ينسى حرصه في ذلك الخطاب الشامل وتأكيده على أهمية مكافحة الفساد، فماذا تم في هذه القضية الملحة؟ وهل رفع أعضاء مجلس الشورى الحاضرون مشروعاً لمكافحة الفساد؟
ومن ينسى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله وأيده بتوفيقه، وضمن اهتمامه بمشكلة سوق المال مطلع هذا العام، أصدر أمراً كريماً بإنشاء بنك الإنماء، بحيث تطرح نسبة 70 في المئة منه للمواطنين، أعلن وقتها أن الطرح سيتم نهاية العام، وها نحن نشارف على نهايته!؟ لكن انظر إلى المعاني العميقة في هذا الأمر الملكي، الطرح لعامة المواطنين سيكون 70 في المئة، فهل عملت الجهات الحكومية لتحقيق المعاني العميقة في الأمر الملكي، هل عملت بها هيئة الاستثمار بمشاريعها في المدن الاقتصادية؟ للأسف، الجواب بالنفي، لقد عملت هذه الهيئة بالعكس تماماً، بل أعطت المستثمر المؤسس والأجنبي الميز والتميز والأفضلية، وماذا عملت هيئة سوق المال لتحقيق الرغبة الملكية؟ لقد استمرت في الموافقة على طرح 30 في المئة فقط لا غير، بل وقدمت شركات للطرح “قبل الزحمة” بعلاوات إصدار غير معقولة! دعوني أضم جهات أخرى وأطرح السؤال لتخبر عن رأيها، أولاها جمعية الاقتصاد السعودية وهي جمعية مهنية في عضويتها أساتذة واقتصاديون، فما رأيكم أيها الخبراء في ذلك؟ ولماذا لا تقولون شيئاً؟ والسؤال نفسه على اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى، هل يرضيكم هذا؟ لا نسمع رأياً لكم على رغم كثرة مشاركاتكم الصحافية؟
وأختم بطرفة.. حامضة، بعد نشر مقال “المعاني” في بحر الأماني، وهو عن اهتمام الشركات السعودية بالتبرع لكاترينا ولبنان مع نسيان سيول جازان، اتصل بإلحاح مسؤول في إحدى الشركات، مستعجلاً و “العجلة شينة” بادرني بسؤال استنكاري: من قال أن لا شركات سعودية اهتمت بلبنان؟ قلت “يا ابن الحلال اقرأ زين جازان.. جازان”! مسكينة جازان حتى في القراءة تخطئ الشركات الوطنية في حقها، اتفقت مع الرجل على أن يقدموا شيئاً.. لننتظر “ونشوف”!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.