أتابع – عن بعد – قضية “المفحط أبو كاب”، للذين لم يطلعوا على هذه المأساة، “ابو كاب” ملازم! وهو – كما قالت الصحف – من مشاهير “المفحطين” في محافظة جدة، وفي “لوثة تفحيط”، تسبب “أبو كاب” في قتل ثلاثة فتيان صغار، و”الكاب” كما تعرفون غطاء للرأس، وهو أصبح صرعة لدى المراهقين بألوان متعددة. من الضحايا شقيقان يانعان من أسرة واحدة ( 15 و13 سنة)، “إنا لله وأنا إليه راجعون”، أترقب الحكم، خصوصاً مع مطالبة والد الشقيقين المتوفيين بالقصاص، والقضية تحت نظر القضاء ولا يصح الخوض فيها، لكني اعتقد بأنها قضية رأي عام، خصوصاً أن في الذاكرة مشهداً مأسوياً، يظهر فيه “مفحط” يسحق بسيارته المسرعة عدداً من المتفرجين.
أول سؤال يتبادر للذهن يقول: هل تعلم العسكرية من يختارها ويتعلم في كلياتها ومعاهدها، الانضباط واحترام القانون، أم أنها مجرد “بدلة”؟! أقول هذا وأنا أرى تجاوزات في قيادة السيارات يرتكبها من يفترض أنهم يحمون الأنظمة. وأعرف أن التعميم خطأ شنيع هنا، لست أعمم، لكن البزة العسكرية لها قيمة أصلها الانضباط وليس “التشخيص”، وفرد واحد في لحظة قد يسيء إلى جهاز كامل.
وقد اخترت موضوع “التفحيط” مدخلاً للمرور، لخطورته، ولأنه مع عودة المدارس سيعود إلى الواجهة.
نفرح بالاحصاءات التي تؤكد انخفاض حوادث المرور، وتراجع أعداد الوفيات، وألاحظ أن التركيز في نقاط التفتيش وملاحظة السرعة يهتم بالطرقات السريعة وتم إهمال الأحياء، فأصبحت الفوضى تضرب أطنابها، وعكس السير هو النظام السائد، ومن أخطر المواقع على المشاة أبواب المدارس عند دخول وخروج الطلبة والطالبات. وزارة التربية والتعليم وهي تبني مدارس جديدة، للأسف، لا تهتم بوضع أرصفة مناسبة للمشاة! وكأن لا علاقة لها بالطلبة والمعلمين والمعلمات عند الخروج فترى العجب العجاب، وأقترح على إدارة المرور أن تحدد حركة المرور في الطرقات المحيطة بالمدارس، بحيث تكون مساراً واحداً لتحجيم نسبة الفوضى القائمة حالياً. كما أقترح عليها أن تمنع و”تخالف” الوقوف أمام أبواب المدارس، وتضع لوحات تنظم شكل وقوف السيارات في الشوارع المحيطة، خصوصاً في فترات الذروة. ربما يسهم ذلك في “حلحلة” عقد مرورية مزمنة، وتقلل من الأخطار على الصغار والنساء. وقضية التطبيق ليست صعبة في تقديري مع همة رجال المرور. ضعوا اللوحات في مكانها الصحيح، ثم يُنتدب فرد واحد من رجال المرور أمام كل مدرسة، ساعة في الصباح ومثلها في الظهيرة، ومعه “ألف” دفتر مخالفات، أضمن للإخوة في المرور دخلاً عالياً ينافس أعلى علاوة إصدار. بعد شهر من التطبيق سنجد أن الانضباط تحسن، وفرصة السلامة توافرت بشكل أفضل. للتذكير فإن ضماني مشابه لضمان الوكالات! خصوصاً التي تعلن عن موديلاتها الجديدة بصورة تشجع على القيادة المتهورة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط