هي اقتراحات وملاحظات لرجال الإنقاذ، ربما لا تكون جديدة عليهم، إلا أن المتابع لا يجد لها آثاراً واضحة في قصص إنسانية محزنة، مثل تلك التي أشرت إليها أمس. واليوم أكمل الاقتراحات:
* اختصار الطرق في الصحراء سبب رئيس للتيه والموت عطشاً، هنا لا بد من استحداث خرائط للطرق الرملية، وتوفيرها للناس في المناطق القريبة من هذه الصحاري، وتزويدهم بقائمة من النصائح. أيضاً وضع لوحات التحذير المناسبة للتنبيه عن الأخطار لمن تحدثه نفسه بالإقدام على هذا الخيار، خصوصاً في فصل الصيف. والأمر نفسه ينطبق على الشواطئ التي تكون فيها التيارات المائية خطرة. أيضاً في وديان تهامة التي تجرف السيول قراها ومرتادي طرقاتها في لحظات. قد يقول قائل: وهل سنزرع الصحارى والشواطئ والوديان بلوحات تحذيرية؟ أقول وبالله التوفيق إن هناك مناطق تجمعات ومداخل غالبية الناس يمرون بها مثل محطات الوقود والتموين والهجر، يمكن وضع مواقع السلامة والتحذير فيها.
* هناك طرق رملية معروفة في الصحراء يرتادها أبناء البادية، لكونها تختصر المسافات، مع العلم أن هذه الطرق تندثر في فصل الصيف، بسبب عوامل التعرية. الرمال في فصل الصيف ليست هي نفسها في فصل الشتاء بعد هطول المطر. وخلال زيارة لصحراء “العليم” قبل عامين، شاهدت لوحات قليلة جداً، تكاد تندثر معالمها، قام باستحداثها بعض المحسنين. فلماذا لا تعمم هذه التجربة، ويهتم بوضع مثل تلك اللوحات بطريقة تأخذ في الاعتبار تغير الفصول وحركة الكثبان الرملية؟ إن هذا يوازي في الأهمية لوحات توعية إعلانية ضخمة موضوعة في المدن.
* توفير عدد أكبر من طائرات البحث والإنقاذ وتطوير آليات استخدامها، وحتى لا يتعذب أهالي المفقودين للحصول على “واسطة” لإقلاع طائرة بحث، فتقلع… ربما “من دون نفْس”! لوقت قصير. ومن المهم توظيف طيارين من الخبراء بالمنطقة كل ما أمكن ذلك أو مساعدين لهم. والأمر نفسه ينطبق على تطوير آليات الإنقاذ لخفر السواحل في بلد سواحله تمتد على طول البحر الأحمر والخليج العربي.
* تعميم أجهزة الملاحة، بل حبذا لو اشترط الدفاع المدني أن تكون هذه الأجهزة من ضمن المواصفات السعودية في بعض أنواع السيارات. وأيضاً التعريف بكيفية استخدامها، ووضع خريطة موحدة لها تهتم بالأسماء المحلية للمواقع.
* الاهتمام بإشاعة استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي. لقد استطاع أهل البادية وبعض الشباب أن يستحدثوا إذاعات لاسلكية على بعض الموجات من خلال تلك الأجهزة، تنشط في فصل الشتاء، وهي في غاية الأهمية للإنقاذ، لكنها لم تطور وتُحتضن بشكل رسمي، على رغم فوائدها العظيمة. ولو كنت من المسؤولين في الدفاع المدني لطالبت بالإشراف عليها وتطويرها وترك حرية استخدامها للأهالي، فهي مصدر معلومات متنقل، ويمكن من خلالها توظيف الكثير من المنقذين والمرشدين الموقتين عند الحاجة. والله الموفق.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط