الفارس الملثّم!

أطلق عليه المتعاملون في سوق المال السعودية… “الفارس الملثم”، أو “المتلطم”، وغالبيتهم مثلي لا يعرفونه، وهو عبارة عن قوة شرائية كبيرة تظهر على التداول عندما يدك المؤشر دكاً دكاً لأيام متتالية، وخرجت إشاعات كثيرة ، قيل إنه شخص أو مجموعات، وربما جهات، ولا أحد يثبت أن قوله هو الحقيقة، لكني أسميه الفارس “المتلعثم”، والسبب رأي بعض خبراء السوق في أسلوبه، فبعضهم يرى أنه يصل على حمار! وتحفل منتديات الأسهم على الإنترنت “بفرسان” كثر، إلا أن أغرب شيء هو “المعرفات”، مثلاً… أقول مثلاً، يختار أحدهم اسم “مسيلمة الكذاب”، ويقدم النصائح والتوصيات للشراء أو البيع، وربما يحلف بالله العظيم بكل بجاحة. والغرابة أن هناك من يشكره وربما يدعو له! ولو اختار أحدهم اسم “المسيح الدجال” لربما وجد من يتابعه ويتفحص ما كتب ويثني عليه! ويصف بعضهم نفسه بصفات سيئة مثل “الغرور” و “التكبر”، أو يصف حاله بأنه “مديون” أو “طفران”، إلا أنه لا يتردد في تقديم النصائح لرواد المنتديات عن كيفية الوصول إلى قمة الثراء! عملاً بمقولة “اسأل مجرب ولا تسأل محلل”! ولست أقصد أحداً بعينه إذا ما طابق اسماً مما ذكرت “معرفاً” لأحد، لكنني أندهش من سوء الاختيار، وسوء القبول ممن يدير هذه المنتديات، ومن آفات “الإنترنت” والمنتديات ما يسمى بـ “المنقول”، ينقل بعضهم كل شيء ويرسله لكل بريد إلكتروني بواسطة المجموعات، وإذا سألت أحدهم عن أصل الموضوع قال: وصلني وأرسلته… هكذا! وقد يصح نقل بعض المواضيع، إلا أن غالبها يحتاج للتثبت، على الأقل وضع الرابط الأصلي، وأصبحت المنتديات مثل جبل تستطيع فيه صناعة كرة ثلج صغيرة من الوهم وتضعها في أعلاه “وتدزّها”، لتجدها عادت إليك متضخمة بعد أيام، بل مؤكدة! وإذا عدنا إلى سوق الأسهم فإن الخاسرين فيها هم أكثر المنظّرين، كأنهم نقاد لم يستطيعوا تقديم شيء يذكر فعاشوا على إنتاج الآخرين، أما الرابحون فهم “لابدين”.. من “لبد” أي مختبئون يسمعون ويضحكون.
 وكانت إدارة سوق المال السابقة حاولت السيطرة على منتديات الأسهم، بأسلوب إن لم تكن معي فأنت ضدي! إلا أن الانهيار الكبير شغلها عنهم، أما الإدارة الحالية فهي “موسعة الصدر” على الكل، فاستمر القوي في سحق الضعيف، ولم يكثر الفرسان بقدر كثرة قطاع الطرق، والدعوة لإدارة السوق بأن ترعى هذه المنتديات لتستفيد من عدد مرتاديها الكثر، بدلاً من عقد ندوات في حضور ضعيف، خصوصاً أن “سالفة” التوعية مازالت هي الأسطوانة التي لكثرة ما سمع الناس عنها منذ إنشاء الهيئة أصيبوا بفقدان الوعي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.