ليس هناك أصدق من قلب محروق، لذلك لن أستطرد في الرد على ما “تفضل” به المدير العام للدفاع المدني في رده المنشور الأسبوع الماضي على مقالي “إنقاذ الإنقاذ” لسببين، الأول: شكلي، وهو أنه تحول إلى منظر إعلامي في “علم النقد البناء”! إلى درجة لا يستبعد معها المطالبة برقيب من الدفاع المدني على الصحف! أما السبب الأهم فهو اكتشافه الدافع الحقيقي للكتابة لدى الموقع أدناه، اذ قال: “إن الدافع الحقيقي هو مجرد الكتابة والظهور وأداء واجب تعبئة العمود اليومي”!
ما دمنا في موضوع “التعبئة”، أرجو أن يتأكد الإخوة في الدفاع المدني، عند قراءة هذا المقال، من تعبئة طفايات الحريق وسيارات نقل المياه قبل مباشرة الحوادث! خصوصاً ان الجميع متفقون على أن “كل إناء بما فيه ينضح”! أترك الرد لصاحب القلب المحروق في قضية الأسرة المفقودة في صحراء العليم بين حائل والجوف، والحكم للقارئ.
ففي مجلس أمير منطقة حائل قال المواطن حمود بن سليمان العتيق ما نصه “أبلغنا من الدفاع أنه بعد البحث والتقصي بالطائرات والسيارات والأفراد لم يُعثر على المفقود في منطقة النفود، ما أعطانا نوعاً من الطمأنينة إلى عدم فقدان ابننا في مهالك النفود”، وأضاف المواطن “بعد أن تسرب إلينا الشك بصدق تقارير الدفاع المدني اجتمعنا وقررنا مباشرة البحث بأنفسنا بالتعاون مع إخواننا أهل النخوة والحمية، واعددنا نداء إلى الجميع بذلك قبل العثور على السيارة بمن فيها بأيام عدة، وفي 13/8/1427هـ عثر مسلم بن ماجد السويدي على السيارة بمن فيها في منطقة بحث الدفاع المدني ذاتها” انتهى.
ضع خطاً تحت آخر الكلام، لتعلم أن لدى المتطوعين من أهل النخوة قدرات تفوق قدرات “الدفاع المدني” الموكل إليها مهام إنقاذ الأرواح والممتلكات، اقترح على الإخوة في الدفاع المدني ترك قضايا النقد البناء والهدام ورسالة الإعلام، والالتفات أكثر لواجباتهم الأصلية، وأضم صوتي إلى صوت المواطن حمود العتيق، مطلوب التحقيق في هذه القضية ومن جهات محايدة مثل جمعيات حقوق الإنسان.
رازان…
أخيراً صدر الحكم في قضية الطفلة “رازان” رحمها الله، “رزان” تعذبت هي وأسرتها ثم ماتت بسبب أخطاء طبية، حصل أهلها على حكم بمبلغ ضئيل (54 ألف ريال)، قُسم هذا المبلغ على الفريق الطبي، وقد يُطلب من أهل “رازان” ان “يلفوا” عليهم للحصول على المبلغ! السؤال يقول ما هي القيمة الحقيقية للإنسان وعذاباته في مجتمعنا؟ وهل سيؤدي مثل هذا الحكم إلى ردع الأخطاء الطبية أم إلى استفحالها، هذا حكم في قضية خطأ طبي شغل الرأي العام، فكيف بأخطاء لم تظهر للإعلام! بالنسبة لي أطالب وزير العدل بأن يعاد النظر في هذه القضية كما فعل في قضية التفريق بين زوجين!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط