شركة شوكولاتة عالمية (كادبوري) أعلنت أن بعض منتجاتها تلوثت بمياه الصرف الصحي، كان ذلك منذ أربعة أشهر، الشركة التي ستتكبد خسائر من هذه الحادثة تعلن عنها بكل ما يعنيه ذلك من ضرر سيقع على سمعتها التجارية على المدى القصير، ومع ذلك تعلن عنه فهي تحترم البشر والمستهلكين، في المقابل انظر ماذا حصل عليه محرر صحيفة “الحياة” الزميل فواز الميموني من الجهات الرسمية السعودية.
وزارة الصحة السعودية “تحفظت”، فهي لا تريد التعليق، والعذر أن شركة الشوكولاتة أوقفت توزيع منتجاتها في الأسواق السعودية، اما البراهين على إيقاف الشركة توزيع منتجاتها فلا ترفق مع التحفظ؟ ومتى تم ذلك ايضاً لا يرفق مع التحفظ! والذي اعلمه أن وزارة الصحة لم تستطع مراقبة الصيدليات، وهي من صميم مسؤولياتها، حتى تستطيع تأكيد إيقاف شركة حلويات توريد منتجاتها للعدد الكبير من المحال التموينية، كما انها (الصحة) لا تستطيع تأكيد سحب الشركة البضائع الملوثة من أسواقنا، لأن آلية التأكد ليست من صلاحياتها، لكن ما دخل وزارة الصحة؟ دخلها أنها مثل كل وزارة صحة في العالم تلقت خطاباً من منظمة الصحة العالمية يحذر من منتجات هذه الشركة، ويطالب بفحص عينات منها للتأكد من احتوائها أو خلوها من بكتيريا “السالمونيلا”، منظمة الصحة العالمية تتعامل مع وزارات الصحة في العالم، وتعتقد أن كل وزارة منها عند استقبالها خطاباً تحذيرياً مثل هذا ستقوم بواجبها.
المستغرب هو التحفظ، ويظهر أن الفحص سيتم من خلال معدة المستهلك، فهل الوزارة حريصة على سمعة الشركة أكثر من إدارتها؟! وهل هناك تحذيرات أخرى تمس صحتنا وحياتنا جرى حفظها والتحفظ عليها؟ وحتى تعلم أن العلة في بلادنا هي علة إدارية بامتياز، وعلة عدم مبادرة بامتياز، خذ مثلاً في القضية نفسها، موقف أمانة مدينة الرياض فهي في الخبر تؤكد علمها بما أعلنته الشركة ولكن لم يصل إليها (الأمانة) خطاب رسمي من الجهات المختصة!
الشركة المنتجة تعلن عن تلوث منتجاتها والأمانة وبلدياتها تنتظر خطاباً رسمياً من الجهات المختصة، وتعتذر بالقاعدة الإدارية الشهيرة “ما وصلنا شيء”! ووزارة الصحة تتحفظ!
“حط في بالك”، أخي الكريم عدد الشركات التي لا تعلن عن حالات مشابهة في منتجاتها، إذا كان الوضع على هذه الشاكلة في منتج تحذر منه منظمة الصحة العالمية ولا يضيع خطابها في الزحمة، بل يعترف بوصوله وقراءته في وزارة الصحة، وبالعلم به في الأمانة، فكيف بشركات تتستر على أخطاء وتلوث؟ ويستدعي الأمر البحث عنها، فهل يصدق المرء ما يسمعه عن جولات تفتيشية من أجهزة تتعامل مع موضوع مثل هذا بقولهم “ما وصلنا شيء”؟ يمكنك عزيزي القارئ استنتاج الوضع من “شوكولاتة الصرف” هذه، يمكنك استشفاف حقيقة أحوالنا، قل معي… “الله لا يحوجنا لكم”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط