الهند أقرب يا عبدالرحمن

هذه رسالة من المهندس عبدالرحمن الهزاع، يخبرنا فيها ان بين أيدينا نظاماً للإنقاذ لا يستخدم على رغم إقراره من مجلس الوزراء، وأن الهند استفادت منه؟ ونحن لم نستفد، أمر عجيب، إلى الرسالة:
(اطلعت على مقالكم المنشور قبل أيام في صحيفة “الحياة” عن مأساة العائلة المنكوبة التي عثر عليها  بعد مضي شهرين ونصف الشهر على فقدهم في الصحراء، ويتملكني الأسى بتكرار هذه الحوادث والتأخر في إنقاذ المحتاجين، على رغم ان توافر نظام إنقاذ عالمي عن طريق الأقمار الصناعية مطبق في دول عدة، نجح في إنقاذ أكثر من عشرين ألف شخص منذ بدء تطبيق النظام عام 1982، الا ان هذا النظام لم يشغل في المملكة على رغم إقراره من مجلس الوزراء بتاريخ 16-1-1421هـ،  وانضمام المملكة لبرنامج البحث والإنقاذ، الذي تم من خلاله إنشاء مركز البحث والإنقاذ، في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، إذ تغطي خدمات المركز منطقة الشرق الأوسط ومعظم دول أفريقيا وتركيا وإيران وشرق آسيا.
كما صدرت الموافقة على نظام ضوابط تسجيل طلبات الأفراد لامتلاك واستخدام أجهزة الاستغاثة، وحددت رسوم الاشتراك بالخدمة للمواطنين  بمبلغ ?? ريالاً.
وكان مركز البحث والإنقاذ في مطار الملك عبدالعزيز حقق نتائج عالمية بعد أن استطاع تحديد موقع سقوط طائرة صغيرة من طراز (سسنا) قرب منطقة باسيك في الهند، وذلك بواسطة معلومات تم إرسالها من المركز خلال شهر آذار (مارس) عام 2001، وتم إنقاذ جميع الركاب (صحيفة الشرق الأوسط 15 ربيع الأول 1422هـ، العدد 8226).
ويتلخص النظام في استخدام أجهزة إلكترونية سهلة الحمل، تمكن مستخدمها من إشعار أجهزة البحث والإنقاذ عن طريق إشارة استغاثة عبر الأقمار الصناعية في حال تعرضهم للحوادث بالمناطق النائية التي لا يتوافر فيها اتصال، بحيث يستقبل مركز البحث والإنقاذ في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، تلك الإشارة وتحديد موقع الحالة (بالإحداثيات) ومن ثم إشعار الإدارات المعنية لتبادر على الفور بالاستجابة ومباشرة عمليات الإنقاذ.
ومن تاريخ قرار مجلس الوزراء، الذي مضى عليه أكثر من ست سنوات إلى هذا اليوم، لم يستفد المواطنون من هذه الخدمة الإنسانية، وسبق ان كتبت مقالاً في جريدة الرياض بعنوان (الهند أقرب أم سفاجا) عندما تعرضت عبارة “السلام” للغرق، وتأخر إنقاذ بعض الركاب نحو اليومين، وينتظر المواطنون تفعيل النظام  وربطه بفرق البحث والإنقاذ للكوارث، ما يقلل وقت الوصول للشخص المحتاج للإنقاذ ويسهم في الحفاظ على الأرواح الغالية) انتهى.
ست سنوات، نظام إنقاذ متوافر ولا يستخدم!!، ولماذا يتم التوقيع إذاً على البرنامج، ويوافق عليه مجلس الوزراء؟ وينشأ مركز؟، الله يرضى عليك أخي عبدالرحمن، “بيني وبينك”، الظاهر أن البعض نسي أن الاتفاقات توقع للاستفادة منها، والمراكز تنشأ للاستفادة منها، وليس للحصول على إشادات دولية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.