محاولاً إيجاد حلول لمشكلة المياه التي ستتفاقم مستقبلاً، يقترح الأخ الكريم عبدالودود حافظ أن يعمل على سحب مياه من نهر النيل بواسطة أنابيب إلى منطقة مكة المكرمة في السعودية، ويتم ذلك من خلال القطاع الخاص، عن طريق شركة مساهمة، تشارك فيها دول حوض النيل، أتوقع أن يتم الاهتمام بهذا الاقتراح؟ ليس لأننا نخطط للمستقبل، أو نحاول ابتكار حلول، بل ربما لأنه سيوفر فرصة لطرح اكتتاب جديد! ربما تكون علاوة الإصدار “وايت”!. وحتى لا أفهم خطأ أقول انني أؤيد الاقتراح لكننا تعودنا من بعض المسؤولين الاستخفاف بالاقتراحات الصحافية.
من دون مبالغة إعلامنا يتحدث عن نقص المياه منذ عقود وينتهي الأمر بتوصيات ووعود تتبخر! في الأسبوع الماضي في قناة “اليوم” من “أوربت” شاركت في برنامج “من الرياض”، وتم استضافة مدير المياه في جدة الأستاذ محمد بغدادي، حيث اجتهد للتخفيف من المشكلة، من خلال محاولة إقناع المشاهدين بأرقام ذكرها، محصلتها “أن لا شيء يذكر قد تغير، فلماذا هذا الصياح؟”، ليصل إلى نتيجة أن القضية نفسية! وسألته سؤالاً محدداً هل هناك مشكلة مياه في جدة؟ فلم يجب إجابة واضحة، وهو استند إلى “الجدار القصير” الذي يحب بعض المسؤولين الاتكاء عليه، “الصحافة ضخمت القضية”!
مشكلة نقص المياه في جدة لا يشعر بها حقيقة الا من ينتظر الطابور في “الأشياب”، ومن له عام أو أكثر لم تصل إليه مياه الشبكة على رغم وجود العداد! لكن ماذا عن المستقبل؟ والهدر الكبير المسؤولة عنه الشبكة وإداراتها السابقة واللاحقة، يضيع تحت الأرض ويدفع ثمنه السكان، صحيفة “الحياة” تابعت الموضوع، فانظر ماذا يقول المهندس محمد بخاري الباحث في البيئة والمياه، يقول ان سبب نقص المياه في جدة هو الخلل الإداري في مصلحة المياه، بل انه يؤكد وجود تلاعب في “الكروت” التي توزع في محطات التزود بالماء، وأشار بخاري إلى أن مديرية المياه لا تملك خرائط ورسوماً للشبكة! ويؤكد حديثه بواقعة، إذ عندما تم إعفاء الموظف “م.ع” من عمله أثناء الأزمة تورطت المديرية فلا أحد يعرف خريطة الشبكة غيره، الخرائط تحفظ في رؤوس الموظفين! فماذا تحفظون في هذه المباني إذاً؟
في جانب آخر، طالب مركز أبحاث المياه في جامعة الملك عبدالعزيز بأن يتم الاهتمام بالدراسات التي تصدر عن اختصاصيين في المشاريع والا يتم الاتكال على مكاتب القطاع الخاص، حيث يشير المركز إلى ثبوت كونها غير دقيقة أو فعالة على ارض الواقع.
بمثل هذه الصورة القاتمة، يمكن لنا تخيل الوضع مستقبلاً وموسم الحج على الأبواب؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط