مجلس الشورى لمن؟

وجود تراخيص لعدد كبير من الجمعيات الخيرية لا يعني أنها تقوم بما هو مطلوب منها على أكمل وجه، ولا حتى نصف وجه! أيضاً وجود جمعية خيرية في منطقة أو محافظة لا يعني أن هذه المحافظة مكتفية، وليست فيها حاجات ماسة لأعمال الخير. قد تكون الأسباب ضعف الإمكانات أو الإيرادات أو تردي الإدارة. وكتبت هنا عن أحوال الفقر المدقع الذي يعاني منه بعض سكان مراكز في محافظة الليث، حتى أنهم يستجدون إفطار رمضان من خلال الصحف! وهي أحوال صعبة ومخجلة أن توجد في مجتمعنا. اذكّر القراء بأن مجتمعنا يشمل المدن والقرى والمراكز. كتبت ونشر مقالي بعنوان “في بيتنا نخلة عوجاء” الخميس الماضي عن أحوالهم، مستنهضاً الهمم الرسمية والأهلية. ولم أجد أثراً رسمياً لما كتبت، سوى بعض رسائل متعاطفة أشكر من أرسلها، وأخص بالذكر الفاضلة المعلمة ريم شمس الدين. وأشكر الزميل الأستاذ سلميان الفليح الذي تفاعل وكتب في زاويته بصحيفة “الجزيرة”، حيث ذكَّرنا بصندوق الفقراء! وهو يا عزيزي “أبو سامي” مثل “بيض الصعو”، تسمع به ولا تراه، وإذا انتظره الفقراء فربما تمر أجيال منهم، تروي لهم جداتهم “سباحين” عنه. أما وزارة الشؤون الاجتماعية فهي مشغولة لست أعرف بماذا، هل هي تقوم بـ “تلييس” الصندوق أم إعادة دهانه بلون لماع؟ ذكرت أن وجود جمعية خيرية مرخصة لا يعني أنها كافية، أو قادرة على توفير الحد الأدنى للمحتاجين. ومراكز محافظة الليث نموذج فاقع، بالغ المرارة، ظهر للسطح بسبب جهود محرر غيور.
أطلب من القارئ الكريم أن يستعيذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم ثلاثاً، وأن يردد “إنَّا لله وأنا إليه راجعون” ثلاثاً، وأن يكرر ثلاثاً “لا حول ولا قوة إلا بالله”، لا بسبب عدم التفاعل والاهتمام، فهذا أمر نكاد نتعود عليه من بعض الجهات! بل لأن ما قرأته السبت لا يشير إلا إلى حالة من النوم المغناطيسي يعيشها بعضنا.
نشرت صحيفة “المدينة” على قرابة نصف صفحة خبراً يؤكد تبني نائب رئيس مجلس الشورى وعدد من الأعضاء إنشاء “مفوضية سعودية تعنى بالعمل الخيري خارج السعودية”! وبرر الخبر ذلك بتجاوز تداعيات أحداث سبتمبر!
الذي أعلمه أن مجلس الشورى معني بقضايا الداخل في المقام الأول والثاني وحتى العاشر. فهل أوكل هذا الأمر إلى جهات لم تفلح في حل جزء يسير منه على ضخامته، ولم يستجوبها حتى؟ نحن بحاجة لمفوضية للعمل الخيري في  الداخل. ثم أين السادة الأعضاء من صور مراكز الليث ومثيلاتها؟ وماذا فعلوا؟ لا يعقل أن تكون مآدب إفطار الصائمين في المدن بالعصير والألبان و”الكبسات” الفائضة وهناك في مجتمعنا من يستجدي لقيمات ولا يجدها! و مجلس الشورى لا يفكر إلا في عمل بالخارج!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.