لم يكتف الدكتور ناصر بن ابراهيم الرشيد رجل الأعمال المعروف بتقديم مئة مليون ريال لإنشاء دار للأيتام في حائل، بل أشرف وتابع إنجاز المخططات الهندسية للمشروع، ووقع اتفاقاً “يوم السبت الماضي” مع شركة مقاولات وطنية هي شركة “راكان للتجارة والمقاولات” للتنفيذ.
الدكتور ناصر استضاف مجموعة من الكتاب والصحافيين لتناول الإفطار في منزله العامر في مدينة جدة، بحضور أخيه الأستاذ صالح وابنه محمد ومجموعة من الإخوة الكرام، ولاحظت أنه في عمل خيري بهذا الحجم لم أر بين الحضور مسؤولاً من وزارة الشؤون الاجتماعية، اللهم إلا إذا كان نظري متأثراً بالصيام!
شرح الدكتور ناصر لضيوفه حاجة الأيتام في حائل وما جاورها للمشروع الذي يبلغ حجم استيعابه 176 يتيماً، بما يمكّنه من استقبال المحتاجين من المناطق المجاورة. وهاجس المتبرع أن يتم التنفيذ بمواصفات عالية، وأن يستمر على المستوى نفسه، لذلك خطط لإنشاء وقف للمشروع حتى يكون له دخل ثابت. وإحدى العقبات التي تؤثر في الأعمال الخيرية المماثلة ضمان استمرارها على مستوى التطلعات والخطط والآمال عند إنشائها. وسجلّ الدكتور ناصر الرشيد في أعمال الخير داخل المملكة كبير وحافل. ولعل مركز الملك فهد للأورام وسرطان الأطفال ومشروع توسعته الذي بلغت كلفته قرابة نصف بليون ريال هو أكثرها شهرة. وبتأثر روى لنا الدكتور ناصر قصة إصابة ابنه في طفولته بمرض اللوكيميا، ومن معاناة الوالد مع ابنه المريض وعلمه بأن كثيرين غير قادرين على علاج أبنائهم في الخارج بكل ما يتطلب
ذلك من تكاليف باهظة قرر بناء مركز متخصص، فكان له التشجيع والمؤازرة من الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله، وتم إنشاء المركز المتخصص في مدينة الرياض.
وتتوزع أعماله الخيرية على بناء المساجد، ودعم الجمعيات الخيرية المختلفة، إضافة إلى مشاركته في عضويتها، وهو سجل يصعب إيراده في زاوية صغيرة.
قال الدكتور ناصر إنه استضاف الإعلاميين هذه المرة لتسليط الضوء على هذا المشروع الإنساني حتى يحفز رجال أعمال آخرين يمكنهم تلمس حاجات مواطنيهم في السعودية. وأشار إلى أنه في كل بادرة وفكرة عمل خيري يجد التشجيع والدعم من ولاة الأمر وفي مقدمهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان والأمير سلمان حفظهم الله.
أجزل الله لك العطاء يا دكتور في الدنيا والآخرة، وحفظ لك أحبابك، وأكثر من أمثالك، رجالاً طيبين مخلصين يبحثون عن المحتاجين من حولهم، ويجعلونهم في صلب اهتماماتهم.