“المتافيخ”

لسن من الإبل، فلا تذهب بعيداً وتعتقد أن القصد يتناول أنواعاً جديدة قد تنافس “المجاهيم” و”المغاتير”. صحيح ان بينهن “صفر” و”شعل”،  ويتميزن بألوان أخرى مثل “الحنط” من الحِنْطَة و”البيِض” من البيض ما غيره إلا انه “ملمع أو مضلل”.
  “المتافيخ” نوع من الكائنات، كنّ في السابق نساء، وقدر الله عليهن و”تفخن” أنفسهن فأطلق عليهن اسم “المتافيخ”، و”التفخ” مرادف للنفخ، والمعنى واحد، إلا أن التفخ دائماً يكون نفخاً في جسم له حدود واضحة مثل البالون و”الخشة”، لذا هو في رأيي أبلغ من النفخ الذي يمكن أن يكون نفخاً في النار أو “الوجار”، أي في فضاء رحب.
قادت الممثلات والمطربات حملة “المتافيخ”، وهن قدوة للأسف عند البعض، فأصبحنا نعيش عصر “التفخ”. لم تكن للنساء علاقة بالتفخ في الزمن الماضي، إذ كان محصوراً في “تفخ” الكرة وعجلات الدراجات والسيارات، ولا ننسى البالونات. وهكذا أصبحنا نرى بالونات تمشي على أرجل وبماكياج كامل، وتكاد تمشي فوق سطح الأرض كأنها تطير، بفعل الهواء والسليكون والكولاجين. ظاهرة النزعة إلى “التفخ” استشرت، وبحكم أن الفضائيات ومن فيها من ممثلات ومطربات ومذيعات يتولين قيادة الصرعات تحت مسمى الموضات، فإن ما خلف الشاشات الفضائية يبدو أكبر وأكثر. وفي حين تحاول كثيرات من  المتافيخ إنقاص الوزن والدخول في برامج حمية وعمليات تخسيس لكامل الجسم، يستمر الهوس في التفخ، ويتركز ذلك في الوجه. إنه العلامة الفارقة المنفوخة، ومع تخسيس الجسد ونفخ الوجه نصبح وكأننا أمام “حلاوة  أم عود” أو “حلاوة المصاص”، إلا أنها ملوثة بالبوتكس والكولاجين و”التفخاجين”، كما أنها من الحلوى المكشوفة والغذاء المكشوف عرضة للهواء والملوثات.
ومع كثرة نفخ الوجوه أصبح المخرج التلفزيوني يستخدم عدسة عين السمكة، أو بكاميرات واحدة للشفة العليا والأخرى للسفلى، حتى يتمكن من الإحاطة بوجه البطلة أو الضحية! وتتوقع مع كثرة الصياح والصراخ انفجاراً هنا أوهناك، ولا يعلم المرء عن تأمين ضد انفجار “الخشش والبراطم”، ولا تعلم أي نوع من المرايا ينظرن فيها وجوههن، ويظهر لي أن من يجري العمليات لهن يشترط أنواعاً معينة تعطي انطباعاً مضللاً للمبحلق في وجهه. وقبل أيام نشرت الصحف تصريحاً لجراح تجميل قال فيه إن 50 في المئة من نساء الخليج يرغبن في إجراء جراحة تجميل! ولا أعرف كيف حصل سعادة البروفيسور على هذه النسبة العظمى، فهل سأل كل واحدة من خليجيتين؟! ربما دخل إلى رؤوسهن. والخبر دعائي بامتياز، فهو يحذر من أطباء ومراكز التجميل القليلة الكفاءة وكأنه يقول “الخبرة عندي وأنا أبو هندي”! وشفط الدهون ونفخ الوجوه يضاف إلى لهف الجيوب المبتلى به الوضع الصحي، والتستر على أسماء المخطئين والمقصرين ومراكزهم، وهو يعاني من ترهل واعوجاج، وهو أولى بالشفط والتقويم.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.