“تصفير العداد”

ماذا تتوقع أن يقدم لك ميكانيكي تحول إلى طباخ؟ “صواميل البراغي بالفرن”؟! ربما “جلبة بالعجين”؟ وماذا تتوقع ان تحصل عليه من سباك ينافسه على الطبخ؟ “محشي أبو جلمبو”؟! ربما  تحلي بعد الوجبة “بسدادة الحنك” أو “كوع المعدة”! أما إذا جاءت المنافسة على الطبخ من كهربائي، فربما تحصل على  “بادية” من “مكرونة الكابلات” أو “فيش العيش”، ولا بد أن يكون الحلا اللذيذ “توتره عالي” عند الكهربائي، كما أنه مهيأ لأن يقدم لك صينية “تصفير العداد”!
تسممت عشر عائلات في مطعم وصفته الصحيفة بالشهير في مكة المكرمة على طريق الشرائع. واتضح أن العمال اليمنيين الذين أعدوا وجبات المطعم الشهير هم في الأصل كالآتي: راعي غنم، كهربائي، ميكانيكي، سباك. استغربت أنه لم يكن مع فريق الطبخ هذا “مليس”، مع أن المطعم شهير كما قالت “الوطن”!
شخصياً أتوجس من الأكل في مكة المكرمة، شرفها الله، ، فإذا اضطررت للأكل أشعر بأن الدجاج ليس دجاجاً واللحم ليس لحماً، ولا يكون هناك ملجأ سوى المعلبات، مع فحص ضروري للنوعية وتاريخ الصلاحية. من الطريف ما جاء في الخبر من أن المصابين المساكين – شفاهم الله وعوضهم خيراً – نقلوا إلى مستشفيي الملك فيصل و “الولادة”!! أما الأطرف فهو ما ذكر عن أن المطعم تم إغلاقه، ولم تحدد المدة. هل هي “ساعات”؟ وماذا كتب على واجهة المطعم “مغلق للصلاة أم للتوسعة”؟
على رغم تكاثر مثل هذه الحالات في مختلف مدن المملكة، خصوصاً في مطاعم “المندي والمظبي والمهبب”، إلا انه لم تنبثق أفكار وحلول جذرية لدى الأمانات والبلديات. والأصل والمقياس هو درجة تحمّل معدة الزبون وعدد البطون. والحقيقة أن راعي الغنم من بين أولئك الطباخين هو أقربهم للمهنة، ولا بد أن يراعي الإخوة في أمانة مكة المكرمة ذلك ويضعونه في الاعتبار! ولو كان الأمر بيدي، لقمت بتجويع المسؤولين عن المنطقة التي يقع فيها المطعم الشهير من مراقبي البلدية، وأمرت هؤلاء الطباخين بإعداد وجبة الغداء ثم قدمتها لهم. هذا هو أفضل حل للحد من هذه التجاوزات، بشرط ألا يعلم الطباخون المزيفون أن هؤلاء مراقبون، فيقال لهم إنهم حجاج!

عيدية
أخذ الأب أطفاله للفرح بيوم العيد في الرياض وزيارة مواقع الترفيه، لاحظ الطفل الصغير أن الأسد الذي يعرضه العمال للمتفرجين في حال أقرب للعجز، وكأنه عزيز قوم ذل. تذكرت أنه ليست لدينا جمعية للرفق بالحيوان. أما الأب فهو منزعج من الاستغلال، خصوصاً في ساحة العروض في الدائري الشرقي. الدخول لكل من يدب على رجلين بخمسة عشر ريالاً! وإذا دخلت فهناك رسوم أخرى. وإذا تذكرنا الدعم الذي تقدمه الأمانة لرجال الأعمال نتساءل: هل يصل منه شيء للزائرين؟ أم انهم وعاء الاستغلال المفتوح على مصراعيه؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.