تفاعل جميل

لدينا تجارب ناجحة لست أعلم لماذا لا يتم استنساخها؟ من هذه التجارب الفريدة والثرية تجربة إمارة الرياض في التفاعل السريع والموثق مع ما يطرح من قضايا عن العاصمة والمنطقة في وسائل الإعلام. لا شك في أن شخصية أمير الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأسلوبه الإداري المميز وحرصه على المتابعة والتدقيق والتوثيق، لها دور فاعل في تكريس هذه التجربة، والحرص على أن تستمر بوتيرة متصاعدة تلاحق تزايد وسائل الإعلام وتعددها. هذه الشخصية الإدارية الفذة أوجدت جهاز متابعة ليس الغرض”الوحيد” من وجوده الردود الصحافية العتيقة، كما تفعل بعض الإدارات، أو محاولة نفي وتخطئة ما ينشر بعيداً من مضمونه، بل قام هذا الجهاز على قاعدة التأكد والتحري مع الجهات المعنية عن القضية المنشورة والبحث فيها، ومن ثم الإيضاح الإعلامي. يتم ذلك من دون بطء أو تأخير.
ومن ذلك أيضاً التفاعل العملي مع ما ينشر من ظواهر وممارسات. لذلك لم أستغرب الخبر الذي نشرته صحيفة “الرياض” الأحد الماضي، ووجه فيه أمير الرياض ورئيس مجلس المنطقة الجهات المعنية بالعمل على إيجاد حلول أمنية لمواجهة قضايا هروب العمالة المنزلية، خصوصاً الخادمات، لما تشكله من أخطار وخسائر للأسر والاقتصاد. ومن مقترحات المجلس الايجابية مطالبته وزارة العمل بدرس الظاهرة. والأفضل أن تقرأ معي: “ورأى مجلس الرياض أهمية ان يعاد درس أوضاع العمالة المنزلية من جانب وزارة العمل لحل هذه المشكلة، إضافة إلى ضرورة نشر الوعي بين المواطنين، بما لهذه العمالة وما عليها، بالتنسيق بين وزارتي العمل والثقافة والإعلام. كما اقترح المجلس إيجاد شركات عامة، كتأجير الخادمات والسائقين وغيرهم، لمدة محدودة أو طويلة، على أن تكون بأسعار مناسبة، مع إحكام الرقابة عليهم”.
أضف إلى هذا، أن مجلس منطقة الرياض طالب بما نطالب ونكتب عنه منذ مدة، وهو سرعة تطبيق نظام البصمة الالكترونية. والجميع يعلم أن الحاجة أصبحت ماسة جداً لتطبيقه، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً. واستهلك هذا النظام كلمة “قريباً” التي يعاد قولها عند طرح الحاجة إليه. فالشكر والتقدير لأمير الرياض ولجميع العاملين في مجلس المنطقة على هذا الأسلوب التفاعلي والعلني، وهي أمنية أن تسرع الجهات المعنية الأخرى في تحقيق تلك المطالب بالصورة العاجلة.
أعود إلى لب المقال. تخيل معي – عزيزي – القارئ أن الجهات الحكومية الأخرى تقوم بما يقوم به أمير الرياض من الحرص والمتابعة والتفاعل الايجابي. لدي يقين أنَّ كثيراً من هذه الأجهزة لا تشكو نقصاً في الكفاءات أو الموارد، لكنها قضية إدارة  قبل كل شيء. ولدينا هنا نموذج ناجح وفريد، فلماذا لا يستفاد منه ويُطبَّق؟