يخبرني صديقي أن حقيبة والدته اليدوية خطفت من قبل سيارة مسرعة في شارع الوزير في الرياض، وعندما ذهب إلى مخفر الشرطة وجد أنها ليست الحالة الوحيدة، أما الأخ “أبو محمد” فيسكن في طريق أبي بكر الصديق، ويقول إنه والجيران يتعرضون لكسر زجاج سياراتهم وسرقة الإطارات بصورة مستمرة، وعندما يذهبون إلى الشرطة لا يجدون التفاعل الواجب.
وخطف الجوالات ليس عنا ببعيد، أعتقد أن عدم الاهتمام بالقضايا التي قد تبدو صغيرة والتعوّد عليها، يؤديان إلى تزايد الكبيرة.
وصل الأمر إلى التخصص في السرقات، هذه عصابة في جدة تخصصت في سرقة سيارات “الهايلوكس”، لماذا هذا النوع بالذات؟ هل هو مطلوب في بعض الأسواق المجاورة؟ أم أن سرقته أسهل من غيره؟ لست أعلم، والملاحظ على بعض أخبار “القبض على”، أن أسماء المشاركين من الضباط وصف الضباط في العملية تحتل مساحة اكبر من تفاصيل القضية، ومع أن من حق رجال الأمن إبراز جهودهم، وجميعنا نشكرهم ونشد على أيديهم، ونقف معهم قلباً وقالباً، ونتوقع منهم المزيد من الجهد المخطط، إلا انه يجب عدم إغفال التفاصيل، مثل كيف تمت السرقات؟ ولماذا تخصصوا في هذه الأنواع؟ ومن أي الجنسيات هم؟ كل هذه المعلومات مهمة للصالحين في المجتمع، الذين يطلب منهم أن يكونوا رجال أمن، وحتى يكونوا كذلك لا بد من أن يعوا ما يدور حولهم.
أستعرض تبريرات تنشر أحياناً عند بروز ظاهرة ما على السطح الإعلامي، مثل أن يقال “حالات فردية”، أو “ليست بظاهرة”… وهكذا. مثل هذه التبريرات تؤدي إلى تفاقم الحالات، عايشنا ذلك منذ بدأت سرقة السيارات، وبراميل الغاز، وأتذكر أن بعض المنظرين كانوا في معرض إشادتهم أو مديحهم للحالة الأمنية، يقولون إنه ليست لدينا جريمة منظمة، أود أن أسال الآن: هل أصبحت لدينا جريمة منظمة؟ عندما تقوم عصابة بسرقة كابلات من جدة إلى القطيف، وتستطيع تحويل أموالها إلى الخارج بعد إحراقها واستخراج النحاس، وغيرها من القصص التي تنشر يومياً، هل يشير هذا إلى وجود جريمة منظمة في بلادنا أم لا؟ ما أريد قوله هو أن الإنكار لأجل التجمل أو التبرير يسبب ضرراً فادحاً تكشفه الأيام المقبلة.
وأطرح سؤالاً يقول: هل يجد المجرمون في بلادنا مناخاً مناسباً حتى يقوموا بسرقة كل شيء، من جوالات وإطارات احتياطية، إلى سرقة الوقود والكابلات وأغطية غرف التفتيش؟ وكيف نشأ هذا الخدش الواضح في الهيبة الأمنية، ولماذا هو بهذه الكثافة؟ وكيف يمكننا القضاء عليه؟ وهل لفتح نظام تأشيرة العمرة والحج دور فيه؟ أتمنى أن أقرأ تعليقاً من رجال الأمن، لنصل إلى رؤية واضحة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط